الإثنين, أكتوبر 2, 2023

“العين الحمأة” قصة قصيرة للكاتب العراقي جبار ياسين


شاهد خيوط الزمن تمر بين اصابع قدميه مثل خيوط الحرير، لامعة ولاتستقيم قيد انملة. مخر ارضا رخوة كالعشب تنز عطرا، وكلما تقدم زاد شكّه في أن موجا يحمله. في لحظة بزغ النور أمامه مختلطا بالظلمة بخطوط متلاقية فعرف انه على وشك الوصول. غذ الخطى فترجرج ماتحته وخفق النور بقوة لا مثيل لها غير قوة جناح دوري حين يترك الارض

“الأكراد” قصيدة للشاعر الفلسطيني وليد الشيخ


أحبُ الأكراد لا لشيء/ سوى أني كلما رأيتُ أسلحة خفيفة على أكتافهم أرى الثورة من جديد/ وكأن جيفارا سيهبط من التلال الى معسكرات التدريب

“الجحيم بعكاز وساق مقطوعة” قصيدة للشاعر العراقي أحمد ضياء


المسافة الفاصلة بين ساق هوائية والأرض طولها أمتارٌ من الحنين. الساق التي تعبت كثيراً في تربيتها هي الآن حبيسة التراب . لأن الشتاء مختلف هذا اليوم فضلت رسم ساق معدنية على خارطة إسمها وطن.

ماجد الحيدر: أنا بأمان أو ...


بعد كل انفجار. ليتها كانت موجودة قبل عشرة أعوام لكنتُ عندها طمأنتُ الآخرين بأنني لم أزل قطعة واحدة رغم تفحمي في دكانيَ المحاصر بالنار. ولكانوا فرحوا ووضعوا الإعجابات

“ماكياتو بالزعتر” قصة قصيرة للكاتب الليبي محمد العنيزي


قررت أن أطرد من قلبي كل شيطان يوسوس لي بارتكاب فعل الحب. وقلت لنفسي ليس مهما أن أعشق. المهم أن أعثر ذات يوم على العالم خارجا من حفلة تنكرية. ورحت أدخن السيجارة والنارجيلة والمارجوانا. وأشرب الشاي والقهوة والنبيذ والكونياك. وكنت دائما أتصور أن العالم حانة صغيرة مليئة بالسكيرين والحثالات والسماسرة والعاهرات. وأعبث بالجدية. وأتمرد كمراهق. وأرتكب بعض الحماقات التي ينكرها الآخرون علي.

“غروب أعرج يتوكأ على قصر العدالة” قصيدة للشاعر العراقي عدنان عادل


هذا النهار الخانق الغائص في رابع أثيل الرصاص رغم عواء غينسبرغ تحت ظلال العشب صُنع في أمريكا في مواسمه تتجعد أدمغة الأطفال بنعومة كصفائح الجنكو وكأفريقي جائع يتبضع من زماني المتبقي طفل عجوز

أربع قصائد للشاعرة المصرية رنا التونسي


يصعب أن أكتب قصيدة لا أتحدث فيها عن الأشجار الصحراء تملأ قلبي دائما

“ليس ثمة ما يُثير” قصيدة للشاعر العراقي ماجد عدّام


بظل باخرة تُفرغ حمولة، وِفَاضي خالٍ، قلتُ أملأ الوقت، بين ارصفةٍ ضيقةٍ لسفن عملاقة، فكرت بالحديد الصلب الصدىء، لسلاسل رابطة أوتاد الرصيف والباخرة، بالماء الميناء الأخضر، والمخلوقات المهمشة في هلام الطحلب، بالسمك الضال واسيويين يخبئون مصائد وشباك ذكية. فكرتُ بامرأة حنون عليَّ، تشاركني البكاء على رحيل العراق، وما بقي من العمر. فكرتُ بما جعلني اصدق بالجائز والمباح، بعد الجنسية المكتسبة، وكذبت الرؤيا. المرأة صارت سلحفاة، قادتني الى ساقية وسط غرفة النوم، ركبتها وغاصت بي الى عوالم الاخطبوط، والجنيات.

قصيدتان للشاعر الليبي عاشور الطويبي


اليدُ الناعمة على الكتف شهقة حارقة الشَعر المرميّ على الصدر وردة تستقيظ على مهل ما تراجعَ من رعشة الشفتين غمرته مياهُ البحر عليك أن تنتظر عودة الراحلين عليك أن تنتظر حتى يصل الظلُّ ساق الوجع. لم أكن أعرف أنّ الخطّ الفاصل بين الماء والسماء هشٌّ خجولٌ مخادعٌ وقاتلٌ قاتلٌ قاتلٌ!

خالد النجار: سفن السندباد في بحر الشمال


وكانت السفن والقوارب الشراعية من كل عصور التاريخ تنساب من أمامنا في استعراض مهيب في ذلك المساء البرتقالي والبنفسجي وهي تدخل ميناء أمستردام عبر المجاز المائي الذي يصله ببحر الشمال. سفن شراعية مرهقة قادمة من بحور بعيدة ومحيطات نائية من آسية، إفريقيا، الأمريكتين كما كان شانها قبل خمسة قرون

“طريّة كدمات الروح، طريّة كدمات الأغنية” قصيدة للشاعر الليبي عاشور الطويبي


طَللُ حنينٍ شفيف أينما يممتُ وجهي طريّةٌ كدمات الروح طرّيةٌ كدمات الأغنية أمدُّ طفولتي فوق سحابة نسيان أطويها بين سبّابة عارفٍ ونوم شحيح طفولتي التي لم تبلغ شبابها بعد لا تستكثروا عليها أن تجلو مرآتها اطلقوها من تيه كلماتكم طفولتي التي أنا الآن

“سراب الأرض الموعودة” مقاطع من رواية للكاتب العراقي سليم مطر


أشد ما عذبني اندثار الكثير من مرابع طفولتي في حارات بغداد ومقاهيها ومكتباتها وسينماتها. الخراب في كل مكان فبدت بغداد وهي تحتضن نهر دجلة بمياهه المتوهجة القانية، وقامات نخيلها الشامخة الخضراء، مثل حسناء وديعة فاتنة لكن جذام الزمن قد أصابها وحطم جمالها. كم خجلت من نفسي وانا انتبه كيف أن سنوات غربتي جعلتني رغما عني أحس بأني أجنبي عن أهلي وبلادي. وأن حياتي في "بلجيكا" قد غيرتني من الأعماق وكأني سائح أوربي صدمتني معالم الشيخوخة على وجه مدينة طفولتي وشبابي الأول.

“مهرجان سري” قصيدة للشاعر العراقي عمّار كشيّش


تهرول تكتب نصها جسدها قلم وجسدها ورق مدعوك بالغيمات الماء يسوّر هواجسها وضفيرتها تحرك السكر والملح والعطر تتذوق وتستمتع وتهرول روحها نهر بمحاذاة ساقية...

“سلام على البقيعة” فصل من كتاب مذكرات للكاتب الفلسطيني محمد خشان


في اليوم التالي وصباحا دخلت البقيعة كتيبة من الجيش الاسرائيلي بلباس موحد وخوذة عليها شبك وامام الكتيبة سيارة جيب تقودها فتاة سمراء. قاموا باستعراض كما فعل الكوماندوس في اليوم السابق ثم أخذوا مواقعهم على أسطح القرية وعند المساء سمعت مناديا ينادي أن كل من هو من غير أهل البقيعة عليه أن يخرج في الساعة السابعة صباحا وأن يمشي على الشارع العام والذي لا يسير على الطريق العام، الجيش يطلق عليه النار.

“جاروبا نوشو” قصة قصيرة للكاتب العراقي ميثم سلمان


لو لم ألتق بتافون اليوم لما كنت لأعرف أصل ديانة الـ (تونغاي). هذه الديانة التي سمعت عنها لأول مرة قبل أربع سنوات عندما قتل أحد أتباعها قطة بطريقة وحشية. التقيت بهذا الرجل في إحدى الحدائق العامة في مدينة أدمنتون الكندية عندما أخذت أبني آدم، ذا الثلاث سنوات، ليلعب بالألعاب الموجودة وسط الحديقة

“جارتي المنمشة ودورتها الشهرية” قصيدة للشاعر العراقي عدنان عادل


كانت تموء دائرة حول نفسها سرب من نمشها الطفولي تتساقط على العشب في الحقيقة كانت أجوبتها مناورة ميتافيزيقية كأسئلتي وانتهينا رغم حيّضها إلى ممارسة الحب

“مزمور التُرابِ” قصيدة للشاعر العراقي يحيى الشيخ


فَرَشتُ لغتي على الأرضِ/ وركعتُ/ ألِفَ الترابُ فمي/ من يكفِلَني... بذنُوبي؟ أنا أبنُ اليتيمةِ/ ما فَتِئْت سدرةُ جدِها تُطعمُ الإنسانَ والأنعامَ،/ وتُعَرّفُني سبلي/ ليسَ في الموتِ... ما يُذكرُ غير الحياةَ.

المُتعة النبيلة في رواية سليم بركات الجديدة “سبايا ىسنجار”

عبد الحميد محمد
29 يناير 2017
يُنسّق سليم بركات في"سبايا سنجار" أحزان الإيزيديّين الكرد في هذا الجبل، الأشبه بمدوّنة للفجيعة، عبر سيرته المرتبطة-مع جبل جودي- بنشأة الكون وفق الميثولوجيا الإيزيديّة، مستجمعا ومختبراً قدرة خياله على اقتناص لمسةٍ، تُترجم هذا الحزن "الجبلي" والصراخ المنكوب لشعوب الحزن وكائناته السوريّة، بعدما قامرت الأخلاق بتاريخها

خالد النجار: باريس ذات خريف بعيد


في تقاطع شارعي بونابرت و سان جيرمان دي بري الرياح تجمّع أوراق شجر الدلب في زوايا الأرصفة وعتبات الأبواب، وهناك ضوء من خلل السحب المتقطّعة أصفر برتقالي كما لو كان الغروب يغطي برج كاتدرائيّة سان جيرمان دي بري حيث يعزف في ذاك المساء برنامج لموزار. في تلك اللحظة يقف جورج شحادة يتأمل شارع الآباء القدّيسين من نافذة شقّته في الطابق الأوّل من البناية التي تحاذي مجلة الكانزين ليترير قلت لابدّ وأنّ ليونار الآن يهيّئ القهوة تحت النور الأبيض في مكتبه

ابتسامة بخَـــدٍّ ناقِـــص قصيدة للشاعر المغربي أسعد البازي


أمسِّدُ فَرْوَ القِطط الخائفه مِنَ أرجُلِ المارّة أكسِّرُ الفزاعَاتِ الجَائعةَ في حُقولِ السَّنابل وَدُونَ أنْ أحِسَّ أنني اقترفتُ جَريمة نكْراءَ أرْمِيها في سَعيرِ الفُرْنِ الكهْربائي أردُّ للعَصَافيرِ أجنحَتها المفضَّله وللأغصَانِ أعشاشها الدَّافئة وللأعْشَاشِ ريشهَا الناعمَ بِسَخاءٍ مِنَ الحُنُوِّ أحْيي جَوقة إفريقية لِحيَواناتٍ أليفة طالهَا نِسْيانُ الجِيرانِ

“الجثمان الحيّ” فصل من رواية جديدة للكاتب العراقي حازم كمال الدين


بعد أسبوع شعرتُ أنّي سأموت جوعا وعطشا فقررتُ أن أنتحر. بوهم طفولي فتحت صنبور المياه وتمدّدت في البانيو لكي أغرق نفسي بدل الموت البطيء هكذا. ولكن لم يكن بالطبع ثمة ماء في الحنفية. وإذ كنتُ ممدّدة في البانيو، سمعت خطوات يوهان وصرير الأقفال فأغمضتُ عينيّ كمن فارقت الحياة حقا. ما أن وجدني يوهان على ذلك الحال حتى أصيب بلوثة هستيرية
مجلة كيكا

مجلة كيكا