رسائل وقصائد غير منشورة لسركون بولص في مجلة كيكا – قريبا
أيها الرفيق العظيم
كل مرة، كالمهدي، تأتيني منك بارقة، تبعث إليّ بشمس. وتعجّل كل مرة، هذه اليقظة التي تفترسني والتي أنتظرها والتي تنبع دائماً من حس الأخوّة. اللمس العميق الذي يحدث، وبرغم المسافات، والذي يحدث بعمق دائماً. يجعلني أستيقظ وأكتب. يا رجل لقد أحييتني؛ كتبتُ الكثير وأقسم أن إلهامي كان دائماً تفكيري بك، ودائماً وبطريقة ما، أهدي ما أكتب داخلياً، إلى حضورك معي. أفتقدك أيها الذي صاغ الجميع
محمد خشان: رحلتي الى اليابان، بلاد الشمس المشرقة
بعد هذا التجوال في طوكيو العظيمة ذهبنا الى معبد بوذا بساطة ووقار وأبهة وقاعة ذهبية ويتدلى الذهب كما رأيته من فوق ومن جوانبها. قبل الدخول الى المعبد هناك حوض ماء معلق به اوعية صغيرة بسلاسل معدنية كما رأيت في سبيل الطاسات في جامع الجزار في عكا. ولكن ليس هنا طاسات فهناك الطاسات للشرب وهنا هذه الاوعية الصغيرة يغرف بها المرء الماء ويغسل يديه وما ذلك عن الوضوء ببعيد.
ثم يدخل من يريد الصلاة الى المعبد ويخلع حذائه كما نفعل عند دخولنا الى المسجد، البعض دخل وأنا بقيت مع الواقفين، لم أجد اي شيئ غريبا عن بلادي فالشرق هو الشرق وان كان لي من ملاحظة هو ان هذه البلاد الجميلة والنظيفة عرفت كيف تجعل من الدين سلوكاً- صدقاً واخلاصاً وحفاظاً على الوقت- أما النظافة فهي جزء من العقيدة، وان رحت أعدد أثر الدين في السلوك لاحتاج الأمر الى كتاب.
رسالة من الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني الى المترجم دينيس جونسون...
لست أدري لماذا كنت أعتقد، طوال زمن بعيد، أن نجيب محفوظ كاتب رائع، ولكن روعته لم تصل الى الحد الذي يجعله منزها أو عالميا.. ولقد سبب لي هذا الرأي كثيرا من المضايقات حتى أنني لم أعد أجرؤ على التصريح به جهارا... أنت تعرف وسائلنا العجيبة في الإسكات، يقولون لك اذا ما عبّرت عن رأيك بكاتب ما صراحة: "وماذا يعني كل هذا؟ هل بوسعك أن تكتب أحسن منه؟" كأن الأمر هو موضوع تحديات للصراع! لقد قلت مرة لإنسان صفعني بهذا المنطق: "أيعني كلامك أن عليّ أن أخترع صاروخا" قبل أن أقول أن الصاروخ الفلاني لم يؤد مهمته؟" مهما يكن، لقد سكت أخيرا، كان عليّ أن أشرب من نبعة الجنون أيضا!
ميروسلاڤ هولوب “ملائكة على عجلات” ترجمة فاضل العزاوي
هكذا قبل كل شيء.
الشمس تنحدر الى ساعتها الثانية. عصير البرتقال ينز الى الأسفل على القطن الرمادي، وإذ ينهدم واد للغيوم يكون البحر أسود ومروعا. من الغرب، من بعد غير محدد تقترب بضع ذبابات سامات، صغيرة، ساحبة وراءها خطوطا من الشعر الأبيض: مطاردات نفاذة تتولى الحراسة. ثم في الأسفل تمتد سكوتلندة الجديدة، قاحلة وحجرية.
عن أخي يوبرت ومحمود درويش
في العام 2001 التقيت بأخي يوبرت Youbert في عمّان، كان اللقاء الأول منذ أن تركت العراق في نهاية العام 1978. كان يوبرت مقيما في عمّان، ومثل الآلاف من العراقيين كان يطمح للوصول الى أوروبا. بعد ثلاثة أو أربعة أيام من التسكع سوية في العاصمة الأردنية، قال لي ونحن نسير في أحد الشوارع "لماذا لا تعرفني على محمود درويش"؟
“سلام على البقيعة” فصل من كتاب مذكرات للكاتب الفلسطيني محمد خشان
في اليوم التالي وصباحا دخلت البقيعة كتيبة من الجيش الاسرائيلي بلباس موحد وخوذة عليها شبك وامام الكتيبة سيارة جيب تقودها فتاة سمراء. قاموا باستعراض كما فعل الكوماندوس في اليوم السابق ثم أخذوا مواقعهم على أسطح القرية وعند المساء سمعت مناديا ينادي أن كل من هو من غير أهل البقيعة عليه أن يخرج في الساعة السابعة صباحا وأن يمشي على الشارع العام والذي لا يسير على الطريق العام، الجيش يطلق عليه النار.
“وثنية في دير وثني” قصة للكاتبة اليابانية يوكو تاوادا
5 سبتمبر 2019
رغم أن كلمة “ناسكة” لها رفعتها، إلا أنها بدت لذائقتي جافة وباردة جدا. لم تكن تناسب المرح واليقظة والعاطفة النسوية والفكاهة التي تمتعتُ بها في الدير. وعلى العكس تفتح كلمة “راهبة” الناضجة حقل مشاركة واسعا، لكن النساء في ديري لم يكن بالتأكيد راهبات. وهكذا كان علي أن أتخلى عن هذه الكلمة. أستخدم في السر في يومياتي كلمة “سيدة الدير” التي لم أجدها في قاموسي.
هذا العالم قصة قصيرة
17 فبراير 2020
اشترت لي المعلمة "مجلة العربي"، كانت مجلة للكبار لكنني فرحت بها كثيرا، وقرأتها كلّها، فهمت منها ما فهمت، واستمتعت بصورها الجميلة، وحين التحقت آخر تلك السنة بالمعهد الثانوي، صارت مجلة العربي النجمة التي أنتظر اطلالتها كل شهر في مكتبة "السلامي" المكتبة الوحيدة في مدينة النفيضة التي تبيع المجلات، وحرب الخليج أيامها كانت ترجمتها لي أنا الصبيّ الصغير هي أنّ مجلّة العربي توقفت عن الوصول إلى مدينتي الساحلية الصغيرة، لم أكن أعرف عن الحرب شيئا، لا أقرأ جرائد، ولا تلفاز في مبيتنا الثانوي الذي كان يشبه المعتقل.