قيلَ لي إنّ جدّي كان عوّامة- أو بالأحرى، أصبحَ عوّامة. أحد تلك الأشياء التي تتمايلُ بخفّة في البحر. تلك المعالم في البحر الرحيب دائم التقلب، علاماتٌ تتبع- عبر امتداد المياه التي من دونها، تبدو باختلافاتٍ طفيفة، نفس المياه في جميع أنحاء العالم- خطوطًا غير مرئية، وهمية (إذا رأيت عوامتين، يمكنك أن تتخيل خطًا يصل بينهما)
في يومه الأخير في اليابان، تذكر سمير شيئاً قاله له والده ذات مرة. عندما غادر والده وعائلته قريتهم في فلسطين، كان الشيء الأخير الذي رآه والده من قريته هو الطريق التي تؤدي إلى بيتهم وبضع كلاب ضالة. قال له والده، لقد غادرنا، لكن الكلاب الضالة بقيت. نظر والده وراءه وضحك
يقود مخلص سيارته البويك الخضراء في شارع آزبيري في باسادينا، ثم يتوقف ببطء تحت أضخم شجرة كاليبتوس مزهرة في جنوب كاليفورنيا. كان الباب الذي شُقَّ قليلاً، هو الباب الذي ترجّلت منه زوجته، وردة، كدأبها كلّ أسبوع منذ أربعين سنة، كما لو كانت حاملاً.