سفيتا: المهم، لقد تعلمتم أمرين اثنين في المدرسة الداخلية: الرقص وغسل الشراشف. وكل واحد منهما يكمل الآخر، وتلك مهمة الرجل الحقيقي.
توليا: ماذا تقولين؟ لقد أحاطونا في المدرسة الداخلية بكل أشكال الرعاية ولم نكن نغسل الشراشف. بكل الأحوال، لم تقتصر الدراسة على ما ذكرت. أنا لا أجيد الغسيل. وفي تلك الأيام التي عملت فيها بحفر الآبار في سهوب كازاخستان، كانت الطاهية هي من تغسل لنا. أما في مدينة سفيردلوفسك، وبحسب العقد المبرم فقد كنت أستخدم شراشف صاحبة البيت التي كنت استأجر عندها.
مِن أين وإلى أين؟! لماذا كلّ هذا التشابه ولماذا كلّ هذا الاختلاف؟! لماذا تموت الكائنات؟!
لماذا تحيا الكائنات؟! هذا ما يسأله الكائن الفذ. منذ أن عرف التدوين. منذ أن عرف الكلام. منذ أن عرف أن الشمس تأتي من المشرق وتذهب إلى مكان وراء المغرب، يجرّ الليل وراءه.
ليلٌ بكائناته، بأصواته، بأرواحه، بصقيعه وخوفه