“في مرتع القش أتخمّر” مقطع من قصيدة طويلة للشاعرة الهولندية أنّاماري...
فزعًا حطّ الجدارُ الضريرُ في ذلك الشارع،
واجهةٌ جانبيةٌ لزريبةٍ أصبحتْ طللاً.
لم أبصرِ الظلّ الذي رماه،
ولا الشعاراتِ التي على جلده المفتّت،
إلاّ بمرور الوقت.
صفائحُ، صناديقُ مبتلّة داهمها النوم بمحاذاة قدميه،
إعلاناتٌ تخلو من الهمّ، بساطٌ بشظايا زجاج.
خزّان الصرف الصحيّ كنتُ أشمّ،
صرصرةُ حياة كنتُ أسمع.
قصائد للشاعرة الأرجنتينية غراثييلا أراوث ترجمة عن الاسبانية خالد الريسوني
أكتب هذا الكتاب دون أن أكتُبَه
لأن هذا الكتاب كُتِبَ تحت الماء.
لكنه في أذني يوقظ موسيقى السَّماء.
أبدو في الضباب مُتَشَمِّمَةً رائحة ذلكَ الحيوان
فليأخذني إلى مكان ما
حيث يُمْكنُ ألا يراني.
عشر رباعيات للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا ترجمة عاشور الطويبي
الغسق يكفّن اليوم الطويل الخائبَ.
حتى الأمل الذي يمنعه عنا يتفتّت
إلى عدم... الحياة شحّاذ سكران
يمدّ يده إلى ظِلّه.
***
الألم يتبع اللذّة، التي تتبع الألم.
اليومَ نحتسي النبيذ محتفلين،
غدا سنحتسيه لأننا في حزن.
لكن لن يتبقّى من النبيذين شيء.
قصيدتان للشاعرة النمساوية إنغبورغ باخمان ترجمة عباس راضي
ثمة أيام آتية أشد قسوة
هي زمن مؤجل لإشعار آخر،
صار مرئيا في الأفق.
ستربط حذاءك في الحال
وتطارد الكلاب في المستنقعات وفنائاتها
لأن بطون الأسماك بردت في مهب الريح.
تتوهج أزهار الترمس بنور خافت
وتتحسس عيناك الأضواء في الضباب:
عيناك هما زمن مؤجل
صار مرئيا في الأفق.
سبعُ قصائد للشاعر الروماني يون دياكونيسكو – ترجمة خالد الريسوني
كانت تزعجُني
رمالُ الزَّمَنِ
الذي كانَ يضيعُ مع كلِّ توَقُّفٍ،
مُعْلنٍ كعقابٍ
منْ سائقٍ جِدِّ دقيقٍ.
***
شقراء قطار الواحدة إلا ربع
من ستراسبورغ إلى باريس،
لم تنْزِلْ قطُّ،
في ايِّ محطَّةٍ.
مرثية بداخلها أرجوحة سيرك” مسوّدة قصيدة للشاعر الأميركي لاري ليفيس ترجمة...
الابن الوحيد الناجي ليسوع المسيح كان كارل ماركس
تستدلّ على ذلك من آخر حرفٍ في اسمه،
الذي له الشكل والتوازن الهشّ لصليبٍ مقلوبٍ
على تلّة تكنسها الريح. إنّه علامة نهاية الأشياء.
من خشبٍ يتعفّن ويتداعى. القيصر كوب شاي محطّم،
مشكلة الفكرة الجيّدة أنّها يجب أن تنجح:
ابن يسوع الناجي الوحيد يحيا الآن عموماً
في أقسام الأدب الإنجليزيّ والقبور المهملة.
ثلاث قصائد للشاعرة فيسوافا شيمبورسكا- ترجمة عن البولونية هاتف جنابي
هناك مَنْ يُؤدون حياتَهم بكفاءة
لديهم نظامٌ داخلَهم وحولهم
لكل شيءٍ طريقةٌ وإجابةٌ صائبة
يُخمّنون حالا، مَنْ هذا وذاك، مَنْ ومَع،
بأيّ هدفٍ، وفي أيّ اتجاه.
يختمون على الحقائق الوحيدة
يرمون الوقائع غير الضرورية لآلة التقطيع،
والأشخاصَ غيرَ المعروفين
إلى الأضابير المخصصة لهم سلفا
“فردة حذاء” قصيدة للشاعرة اليابانية أراي تاكاكو ترجمة عاشور الطويبي
بينا تنحني الزهرة
وتُسقط قطرات الندى من نويراتها
تتنهدُ فردة الحذاء في صوت خافت
ارتعاش الزهرة يوقظها
وفردة الحذاء المتّسخة
تفتح
عينها
قصائد للشاعرة الفرنسية أدا مونديس ترجمة خالد الريسوني
كانت تقولُ لي كلَّ ما كانتْ تريدُ حواسي أن تقولَه/ كمْ مِنْ أضواء في عينيها/ ألف شمس سوداء تطفو في أعماقِ كلِّ حدقةٍ/ كالكواكبِ المَجنونةِ المعلومَةِ/ تبحث عن عدَمِها/ عن كاهلِها الكستنائيِّ الهائلِ/ بطنها مليء بالأشواك/ مخاوفُ وعنفٌ كان قد ألقاهما آخرون هناك/ في عين العالم/ هنا/ عضوها الجنسي المُنفتحُ/ أمام حُمَّايَ/ مثل ثمرةِ الموتِ
“قصائد قصيرة” للشاعرة الدانماركية أولغا رافن ترجمة مصطفى اسماعيل
الورود البيضاء تحملُ/ الليلَ في قفازاتها/ كالغسيلِ./ قلبي خِرقةٌ/ تريدٌ مُمارسة البغاءْ.
إلى أين يذهبُ المريضُ/ حينَ يُغادرني. أينَ تستريحُ/ الوردةُ البيضاءُ. الوردةُ/ تدعُ نفسها/ تهطلُ باتجاه/ هاويةِ يدك.
أيتها الأصوات الهائمة، كنتُ هناك قصائد للشاعرة اليابانية ساغاوا شيكا ترجمة...
بقبّعات عسكرية مغيّمة
يصطفّ رجال فيلق الضابط الأزرق.
مِن هوّة لا قاع لها يحزّون عنق الليل.
السماء والأشجار طبقة فوق طبقة، كأنها تتقاتل.
الأنتينّا تشقّ الفضاء، تجري.
هل تسبحُ نويرات الزهرة في الفضاء؟
ناحية الميدان، عند الظهيرة، تركض شمسان.
قريباً ستمزّقُ أشجان الصيف الحمراء الصدئة حبّنا.
ثلاث قصائد للشاعر النرويجي سيغبيورن أوبستفيلدير – ترجمة عن النرويجية محمد...
في ليالي الغربِ الكئيبةٌ،
أَستَيْقِظُ كثيراً وأتذكرُ
الصَخَبَ المتزاحَمَ في غُرفَةِ الفُندُقِ:
أرى ظِلَ جاكوبسون يتراقصُ في الزاويةِ ,
وبوذا يَتلصصُ عَبرَ العَتَمَةِ
أَتعتقدونَ،
أَتعتقدونَ أَنَ الأصدقاءَ يَلتقونَ
في مداراتِ جديدةٍ؟
أعِنّا هذه المرة يا إله قصيدة للشاعر قوبادي جليزاده ترجمة عن...
هذه المرة فحسب
اجعل من نفسك سياجاً من حديد
وأحط بعفرين
ألست يا عزيزي..
إلهنا نحن أيضاَ!؟
..
أعِنّا هذه المرة
هذه المرة فحسب
يا إله !
أيّها الموتُ، مرحباً بك! ستّ قصائد للشاعرِ البلجيكي إيدي فان فليت...
إقرأ كتبي/ لكَ حضورٌ في تسعةِ أعشارِها.
لستَ غريباً/ لا تكذبْ/ وتبقيني منخدعاً،
حيثُ لا يُسمّى الداءُ باسمه.
لا تضجعني على سريرٍ بينَ شيوخٍ كأطفالٍ لا يفقهونَ ما يقولون.
لا تبدّدَ المالَ من أجلِ ساعاتٍ لا طائلَ منها في مصحّاتٍ أنيقة.
“آلهة مغمورة” قصائد مختارة للشاعر النرويجي پول– هيلغي هوغين، ترجمة عاشور...
إنه إله، وليس حاكماً. سيحبّنا، لا يحكم علينا. يرى أنّنا في حاجة إلى مغفرته.
يأمل أن يردّنا إلى أنفسنا. إن كنّا مذنبين، يشعر بالذنب من أجلنا. هو العليم.
مرّ بحروب حصارات انفجارات خنادق سقوط اشعاعات نووية.
مع ذلك يواصل حبّه لنا، ولديه إيمان. خوفه الأكبر عالم ينمو في العشب بلا تاريخ، بدوننا.
جاء ليمنع هذا. هو في غاية السّعادة وغاية الشّقاء. يذهب للمنفى بين الرجال.
يسمح لنفسه أن يكون كئيباً في الخلق. هو باقٍ.
سأبدأ العيش كصوفيّ مختارات للشاعر الأميركي إدوارد هيرش ترجمة عاشور الطويبي
النقود التي نعلم أنّنا لن نتحصّل عليها أبدًا،
ليس فقط الأشياء التي لن نستطيع شراءها،
بل لا نستطيع حتى النظر إليها في المتاجر؛
هذا يؤلمنا، لكننا نواصل العيش، نكافح للبقاء
إلى درجة أنّ الفشل ذاته يصبح
أغنية ما، أغنيتنا، شاهدنا الوحيد
قصائد للشاعر الإسباني دانييل رودريغيث مويا ترجمة خالد الريسوني
أنا لا أعرف لِمَاذَا تَبْدُو اللَّيَالِي مُنْذُ حُزَيْرانَ / كمَا لوْ أنَّهَا تُذَكِّرُنا بقاعَاتِ الانْتِظارِ،/ أرَاضِي العُبُورِ، سَرِيرُ نُزْلٍ عَلَى الطَّرِيقِ/ خَرِبٍ قلِيلاً بِسَبَبِ الحُبِّ المُخْتَلَسِ./ يُثْقِلُ عَلَيَّ الهَوَاءُ الكَثِيفُ لِلإقامَةِ/ الَّتِي كَانَتِ المَأوَى الوُدِيَّ لِألَاعِيبِي،/ أحْلامُ الأنَا الأُخْرَى الَّتِي تَبْدُو الآنَ/ اللُّعْبَةً المُلْغِزَةَ الَّتِي فِي حُضْنِ الدُّولابِ/ تَتَبَدَّى فَقَطْ قِطَعاً بِلا تَرْتِيبٍ ظَاهِرٍ.
لو أن شجرةً تزوجتني قصيدة للشاعر مؤيد طيب ترجمة عن الكردية...
لكنَّ امرأةً أبهى من كل الشجر
تزوجتْني ووضعتْ بكفي
زهراتٍ أربع
أجملَ من كل الزهور
هنَّ فصولي
هنّ دفئي ونسيمي وظلي وأغنياتي
هن أزهى لوحاتي
وأعذبُ قصائدي
“بين الظلام” قصيدة للشاعرة الايرانية فروغ فروخزاد ترجمة غسان حمدان
هناك، طوال الليلةِ
بين صدري
كان ثمَّة شخصٌ
يلهثُ من اليأس
وكان شخصٌ يقف
وشخص يطلبك
وترفض يدان باردتان يديه ثانية.
هناك، طوال الليلة
كان حزن يتقطر
من أغصان سوداء
ليو شانغ: ثماني عشرة أغنية لناي منغولي ترجمة عاشور الطويبي
أيام تجيء وشهور ترحل، يركض معها الوقت؛/ عند سنة النجم، يكون قد مرّ اثنتا عشر عاما./ شتاء وصيفا، نستلقي في الجليد والصقيع:/ عندما يتجمّد الماء ويذوي العشب أعلّم مرور سنة./ في الصين لدينا تقويما حلقيا لنعلّم على البدر والهلال،/ في هذه الأراضي البعيدة الشمس، القمر، والنجوم فقط معلّقة في السماء بلا معنى./ مرّات عديدة الأوزّات المهاجرة تجيء وتمضي؛/ يتكّسرُ قلبي حين يغيب القمر وحين يصير بدرا.
قصيدتان للشاعرة الهولندية آن ماري أستور ، ترجمة علي سالم
لكن، بالقرب مني نابضا داخل ثيابه،
منقبا يطمع بما في داخل ثيابي،
متلهفا لفاكهتي الخفية،
ناشبا أسنانه في وعييّ المُدَّمى،
ينتصب قلب رائع
وأنا أبدو أكثر صغرا أمامه