قصائد حب للشاعر بابلو نيرودا ترجمة علي سالم
كم كنتِ خاوية حينما تلقفكِ العالم / مثل جرة بلون القمح/ دون هواء، دون صوت، دون ماهية!/ بكل غرور كنتُ أبحث فيكِ / عن عمق لذراعيّ/ اللتان تنقبان، دون توقف، تحت الأرض: / تحت جلدكِ، تحت عينيكِ، / لا شيء،/ تحت ردائكِ الذي يحمل صفين من الأزرار / ردائكِ الذي نادراً ما ارتفع/ نهر من الصفاء الكريستالي / الذي لا يعرف لماذا يتدفق شادياً./ لماذا، لماذا، لماذا، / ياحبيبتي، لماذا؟
أمين الزاوي: “الأفيون والعصا” بين شعرية الرواية وطموح الفيلم
وإذا كان مولود معمري معروفا كروائي بالدرجة الأولى من خلال نصوصه السردية الخالدة "الهضبة المنسية" المنشورة العام 1952 و" سبات العادل" 1956 و"الأفيون والعصا" 1965وهي نصوص سردية الخالدة ، إلا أن مولود معمري هوأيضا الباحث اللساني والأنتروبولوجي الذي أسس وقعَّد لمبادئ النحو الأمازيغي ، فهوإلى حد كبيريعد "سيبويه اللغة الأمازيغية"، فقد نشر كتابه المرجعي حول هذه اللغة بعنوان "نحو الأمازيغية"
فصل من رواية “الكيتش 2011” للكاتب التونسي الصافي سعيد
وبعد نحو ساعتين بطيئتين جدا وصلنا إلى مدينة سنجار التي لا تبعد كثيرا عن الموصل. تركنا الحسكة على الغرب ثم انحدرنا شرقا نحو سنجار.. توغلنا أكثر نحو الشرق، فلاحت لنا الموصل من بعيد كما لو أنها تنتظر من بعيد موكب هارون الرشيد.. كنا نطرد الخوف أحيانا بثرثرات تافهة وسخيفة أو بضحكات هستيرية، ولكن ليس الخوف فقط الذي كان يوحدنا، بل يجب أن نقول، أن شعورنا بالفخر والتميز ونحن نسير في أرض داعش التي لم تهزمها جيوش ستين دولة مجتمعة هو الذي كان يوحدنا ويبعد علينا الخوف. ازداد فخرنا كلما توقفنا عند حاجز ما. فما إن يظهر الحارس بطاقته مع كلمة السر حتى تفتح الطريق أمامنا
مايكل انجلو “أشعار الحب الشاذ” ترجمة وتقديم جليل حيدر
لو يتحدث القلبُ عبر العيون/ حيث لا طريقة أفضل للإنفتاح/ على حبيّ السعيد/ آملُ أن يكون كافياً. / أراقبكَ كي أحرسك َ صديقي الحبيب/ ربما يكون لروحكَ وقعٌ لاذعٌ أكثر مما أعتقد/ عندما رأيتُ اللهب الخارق الذي يبتلعني/ ولذلك استنجد ُ بالرحمة/ كالغفران الذي يتدفقُ على المصلّين/ وإذ يحدث ذاك/ دع الساعات والأوقات تقفُ مكانها/ والشمسُ تقفُ في مسارها القديم.
قصائد للشاعرة اليونانية ماريا ميستْريوتي ترجمة هاتف جنابي
أحسبُ الوقتَ بالغياب
بتجاعيد طفيفة على الجبين.
حول أيّ نهاية
حول أي بداية
حول أي ألوان النهر
يمكننا الآنَ أن نتحدث.
خمس قصائد للشاعر الروماني ميهاي فيريكا- ترجمة خالد الريسوني
لا تقلْ لي متى سينتهي الفيلم
ليس جميلا أن تَقْطعَ المساءَ كُلَّهُ وقد صَارَ رَماداً
خلفَ نَارَ وَخلْفَها نارٌ
الموتُ بالكاد يتنفَّسُ بعد السِّباقِ الجُنُونِ
قد بقيتَ دونَ الحَبيبَة الوحيدةِ التي تُحَيِّي مِنَ الرَّصيفِ
الابتسامَةُ التَّالفَةُ في مَطرٍ بشظايا صغيرةٍ
قدْ مَرَّ الخَطَّاؤُونَ
رجالُ لا أحد
الحجاب يهتزُّ مبللاً في الدَّم
“رياح اليوم القادم” قصيدة للشاعر الفرنسي جلبير مونتيني ترجمة جبار ياسين
كنا نسرق الصلبان من القبور/ لنزين بها جدران غرفنا العارية من الفنون/ للصلبان فن قديم/ اتقنته البشرية قبل يسوع وباراباس/ الصلبان، الصلبان/ هي علامة مفتتح جحيم الأرض/ مستقيمة ومعقوفة/ تقولين لي : لنترك زهور المقبرة ونمضي للعراء/ الى الحقول المحروثة في الخريف، بأنتظار الحبة التي ستثمر ذهبا
قصائد للشاعرة المكسيكية ليتيسيا لونا – ترجمة خالد الريسوني
تبْكِي المَرْأةُ مُسِيلةً أمْطاراً مِنْ نُجُومٍ فِي آنِيَةِ الفَوَاكِهِ
جَائِعاً يَأكُلُهَا الرَّجُلُ
المَرْأةُ تُغَنِّي الفَرَاشَاتِ
يَفْتَحُ الرَّجُلُ النَّافِذَةَ لِكيْ يَرَاهَا تَطِيرُ
تَجْلُبُ المَرْأةُ إلى البَيْتِ دُبّاً ودلْفِيناً
لِتَرَى القَمَرَ يَمُوتُ
الرَّجُلُ يَعْوِي دُونَ أنْ يَصِيرَ ذئبًا
رسائل جيمس جويس الى زوجته نورا: ترجمة حسونة المصباحي
"عشيقتي الصّغيرة التي تثير غرائزي، فاجرتي الصّغيرة القذرة الدّنيئة... أنت دائما زهرتي الجميلة، الوحشيّة، زهرة السّياج، زهرتي الزّرقاء الدّاكنة المبللّة بالمطر.. ضاجعيني يا عزيزتي، إفعلي ذلك بكل طرقك الجديدة التي تبيحها رغباتك. ضاجعيني مرتدية ثيابك الفاخرة التي ترتدينها عند خروجك الى المدينة بقبّعتك وبغلالتك على الوجه، وقد احمرّ وجهك من البرد ومن المطر، وتلطّخ حذاؤك بالوحل، كوني مفرشحة على فخذيّ وأنا جالس على الصوفا وأنت تركبينني منتفضة، مرقّصة جناحي "كيلوتك"، وعضوي منتصبا يغوص في أعماق فرجك ، أو أنت تركبينني على مسند الأريكة".
“الغرباء” قصيدة للشاعر العراقي جبار ياسين
حقائبُ الغرباءَ لا تشبه إلا حقائب الغرباءَ/ صورٌ وبعضُ الكُتبِ، بعضُ الملابسِ/ حلوى مصنوعةٌ في البيتِ ورسائل لم تنتهِ، / غبارٌ وعطرٌ مِنْ بلادِ الأمومةِ،/ لا ينمحي أثرهُ بعدَ نصف قرن ./ الغرباءُ يمشونَ على أرصفةِ المُدنِ/ الغريبةِ دوما/ ولو بعد نصفِ قرن، / أو أقلُّ أو ربما أكثرُ مِنْ هذا/ تعرفُهُم مِنْ مشيهم.
إنّهم في مكانٍ آخر أبعد مِنْ هذا الرّصيف .
قصيدة استغرابية للشاعر العراقي عدنان عادل
من بريق القَطرات اللؤلؤية المُنسابة من الأنامل،
تتزغّلَل العينان وتبدأ الأجفان بالرقص
حين ترتفع الذراع وتهبط في حركة دائرية
تُغذّيها برودة الفِراش اللذيذة ورغبة الوصول
إلى أمكنةٍ ما بعدها أمكنة.
رحلةٌ قد تقتضي أن تكون مُحمّلاً ومكدّساً بالتفاهة وبالفكاهة معاً:
توأمان صنوان يتصارعان في رَحم اللغة.
هكذا صرتَ.
“عن الترفّق في العطر” قصيدة للشاعر الليبي عاشور الطويبي
أوقد نارا لينة معتدلة بعود عود كالخلال
تكون النار كأنّها سراج.
ثمّ خذ حذرك أن تحتدّ النار وتشتدّ
واتخذْ موضعاً كنيناً من الريح.
هذا ركنك الذي هو جسد الغالية.
الأدهان والسرُج، الأزباد والريشُ، الطسوتُ والأنابيق، الدخان والعود.
إياك أن تُدخل النار من فوق على عطر
“جياكومو”: جيمس جويس – ترجمة وتقديم حسّونة المصباحي
السيّدة تسير بخطى مُسْرعة، بخطى مسرعة، بخطى مسرعة... هواء نقيّ على الطريق المرتفع . ترياستا تصحو من دون نظام: ضوء فجّ فوق سقوفها المتلاصقة بقرميد بني، لها أشكال السلاحف. جموع من البقّ ساجدة في انتظار خلاص وطني. بلّيمو ينهض من فراش زوج عشيق زوجته: الخادمة مُنهمكة في عملها. عينها لوزية، صحن صغير يحتوي على الحامض المُخَلل في يدها،.هواء نقي، وصمت على الطريق المرتفع: ووقع حوافر.فتاة على ظهر حصان، هيدّا! هيدّا غابلير!
الشّاعر والمترجم المغربي جَمال خَيرِي يتحدث عن: متعة الترجَمة وعَذاباتُها
أَبدا، الترجمة ليست عملية بريئة. هذا ليس قصدي. فالذي يجعلها كتابة جديدة للنص المترجم، بالعكس، هو خلوها من البراءة. فالمنطلق، مثلما وضحته سابقا، أنه على المترجم أن يباشر عملية الترجمة بالطاولة الممسوحة، يعني أنه يشك في النص وفي نفسه كذلك. فهو ليس عارفا بالنص المراد ترجمته بل يتعلمه ويسائله وهو لا يأتيه ليسقط عليه معارفه بل ليستخرج ما فيه من معارف. إنه أولا يصبو إلى كتابة في لغة ما وبها ما كُتب قبلا بلغة أخرى وفيها
بورتريه شخصي للكاتب اليمني حبيب عبد الرب سروري
الرواية، هكذا، ألوهيةٌ في ألوهية، أو ألوهيةٌ مربّعة: لأن هذا الإنسان الذي يقال إنه اخترعَ الآلهة على غراره، وبملكات جبارة لا حدود لها تتجاوزه في كل الاتجاهات، منحها ملَكة كتابة أوّل روايةٍ في تاريخ الكون: "اللوح المحفوظ".
ثم منح نفسه، عبر اختراعهِ فنّ الرواية، ملَكة كتابة ألواح محفوظة صغيرة، على غرار أكثر مخلوقات خياله العجيبة جبروتا وعبقرية!
فصل من رواية “منزل بورقيبة” للكاتبة التونسية ايناس العباسي
أجل لقد غرستُ عينيّ في عيني الرومي بفجور، بكل فجور الفقر، بفجور السقف المثقوب ينز مطرا، بفجور الألم على وجه أمي تفرد أصابعها وأطرافها المتيبسة فلا تقدر. أجل غرستُ عينيّ في عيني الرُومي العجوز. في الحقيقة "رُويْ" لم يكن عجوزا كان كهلاً في أواخر الأربعين لكني أنا من كنتُ صبيّة فتيّة. كنتُ حطبة جهنم كما نادتني إحدى النساء في الحمّام. "يا حطبة جهنم، صرخت عبر البخار المتموج في قاعة الماء الساخن. في البداية لم أر وجهها جيدا لكنني تبعتُ صوتها وهي تضيف: "يا عاهرة، تفتحين ساقيك لرومي غير مطهر".
“لاعب النرد الخفي” نص للكاتب العراقي محسن حنيص
ورغم وجود خمسة آلاف كيلومتر تفصلني عن الاهل (المسافة بين هولندا والعراق)، الا ان ذلك لايمنع من وصول النكبات في وقتها. والحق يقال انني لم اكن استجيب الى كل تلك الدعوات المبطنة بالحضور الا في الحدود القصوى. ولكن الرسالة تشير بقوة الى وصول عائلة (عمران) المؤلفة من ثمانية افراد الى حافة الأنهيار. ونقل عمتي الى مستشفى المجانين (الشماعية)
هاشم غرايبة: عن الغجر وأغانيهم وحكاياتهم
أعرفهم منذ نعومة أظفاري، وأتذكرهم مثل خيالات حلم عندما كانوا يأتون إلى قريتنا حوارة بعد (طيار) البيادر، ويقيمون مهرجانا في ساحة القرية، فنتفرج على عماليق يمشون على سيقان خشبية، وأولاد يتشقلبون في الهواء، ويقفزون على أكتاف بعضهم بعضا مشكلين أهرامات راقصة، وشباب ينفخون النار من أفواههم، ويقذفون الخناجر إلى أهدافها بمهارة، وكهول يطيّرون الحمام من قبعاتهم، ويستخرجون البيضة من مؤخرة المختار..
“تآخروا” نص للكاتب السوري حارث يوسف
وهل يُحَبّ من لا يُحِبّ نفسه؟ الحبّ كالوعي لا يتحقّق إلاّ بالتآخر، والتآخر تآخٍ وتفاعل. هو الطريق الوحيد للمحبّة والسلام، والوسيلة الوحيدة لمعرفة الذات وبنائها. فتآخروا يا معشر الناس. ثقوا بآخركم تحصل ذاتكم على الثقة بقيمتها.
“الغصن” قصة قصيرة للكاتب العراقي ضياء جبيلي
" بالتأكيد أنت لستَ أحد أولادي " : قال له رجب : " أعرفهم واحداً واحداً، فمن أنت أيها الغريب ؟ "
وبينما هو يحاول استنطاقه، رأى رجب أن الصبي يضع يده على بطنه، وكان على وشك البكاء. اكتشف أنه كان يعنّفه ويهزّه بقوة، من دون شعوره بذلك. أنّب نفسه كثيراً، وقرر دعوته إلى الجلوس معهم وتناول الإفطار.
“تحـذيـرات عبـثـيّة” قصيدة للشاعرة الأرجنتينية سـيلفينا أوكامـبو ترجمة د. رشا صادق
أولئك الذين يستغرقون وقتاً طويلاً في الموت لدرجة أنّهم لا يموتون
ويبدون كالنباتات أو حتّى كالحجارة، مع مرور الوقت
أولئك الذين يعيشون بمعجزةٍ، بالانتحار، على لا شيء
كلُّ ما تخيّلوه
وكلّ ما نتخيّله نحن الفانين
يصنع حقيقة العالم.