عن دار “أدب فنّ للثقافة والفنون والنشر” في هولندا. صدرت للشاعر العراقي نصيف الناصري 5 مجموعات شعرية جديدة في مجلّد بعنوان “عبور الأبنية التي غمرها الطَوَفان”.
ضمَّت المجموعة الأولى وعنوانها “نَّيْك” 90 قصيدة، تدور كُلّها حول موضوعة النَّيْك
ويعالج الشاعر فيها الشبق ولحظات اللذَّة وما يدور في السرير بَين الرجل والمرأة، والأطعمة والتوابل والشموع والمرايا وأشياء أخرى، تضفي على الفعل الجنسي روعته. المجموعة الثانية ” تجريد الغريق مِن ثيابه” في قسمين. حمل القسم الأول عنوان” المراثي” وفيه 20 قصيدة. تُعالج مشكلة الموت والمرض ولحظة الاحتضار، والقسم الثاني حمل عنوان ” ادعاء الغرق بالطوفان” وفيه 43 قصيدة. المجموعة الثالثة حملت عنوان ” الوثوق بجمال التابوت” وتكوَّنت مِن 97 قصيدة تتشابك فيها الأزمنة ويختلط الواقع بالحلم.
يحضر فيها جلجامش الى جانب الموظّف العادي في العمل. يحضر الملوك الى جانب أصحاب السوابق في الحانة الخ. وحملت المجموعة الرابعة عنوان “العيش في الصقيع” وجاءت ب 90 قصيدة، ويتحدث فيها الشاعر عن السأم والرعدة مِن فكرة انفصال النفس عن البدن، وعن نواح الخليقة الدائم في العالم. وحملت المجموعة الخامسة عنوان ” الزمن المُتخيّل والزمن المعاش” وضمَّت 111 قصيدة. تدور موضوعاتها عن الزمن وعن تشظّي العُمر وحياة الانسان في المدينة.
صمَّم الكتاب ونفَّذه وأخرجه الفنان والشاعر كريم النجار.
لوحة الغلاف للفنان علي النجار.
مِن مُناخ الكتاب:
التخلّص مِن التوافه.
مُتملّية أشياء تنفيني عَنها، نزعَت ثيابها ونزلت
الى النَهر. الاهمال الذي أبدته والغرق يقترب
منها، ألجأني الى أن أحتسب لدى الغير كُلّ ما
وددتهُ في الحنوّ عليها. لَم تكن تبغي اغواء ابر
الأعشاب الطافية، وكانت تشمئز مِن امتلاء
داخلها بالتبرّم مِن العيش معي.
أنا مثلها أحتاج الى أُمثولة تسعفني
في التخلّص مِن التوافه المتعدّدة
لحياتي الفارغة معها.
15
رَفَعْنا الجنازة وكان الفَزع الذي أبدته النساء مِن رؤية
المَيت، ينزل الى الجدول ويغسل جدائله. لا يُمكن لأحد
تصوّره. تَتالَت شهور الصَيف وانخفَضَت الغيوم،
ولاحظ البَعض مِنّا لَمعان الفضّة في مَرايا المَراعي.
شموس كثيرة تواصل المجيء الى أرضنا الداكنة،
ومِن المفترض انّنا تَركنا عادة حَجز الموتى ولا
نستخدمهم ذَريعة لعَدم الرغبة في الفَناء. الشيوخ
العجائز أطبَق عليهم الذهول مِن الذين دفّناهم وحلَّت
أرواحهم بالأشجار والماشية. هَروَلوا يلتمسون الدفء
في أطلال الآباء وصار بامكانهم ارتداء الثياب التي
لا تبلى.
بَعد وداعكِ
في ظَنَّي انَّكِ تشاركين الغير الجحود.
لا أريدُ أن أستَردّ مِنكِ الغوَّاصات التي
أعطيتكِ إيّاها وأنتِ تَتَمشَّين بَين
الأعشاب النضرة في المَرسى.
البَعض يَلومني على تَجنّب عبور
الخندق الفارغ للشَرّ، وأنا ولا مَرَّة
في حياتي تَركْتكِ تغزلين الخيوط
المنتفخة للسأم في داخلكِ. تَتَوفَّرُ
لدى الذين تَرَهَّبوا واختاروا مصارعة
الغيلان بالآجام، الرغبة في السخط
على الأماكن التي تَرَدَّدوا عَليها أيَّام
الماضي. بَعد وداعكِ عدتُ مُسرعاً
تَتَقدَّمني أعشاش الشَمس المختومة،
وأرغمتُ نفسي على أن لا تَوق اليكِ
في ذروة الفراغ.
لمَن يرغب في تخزين الكتاب
هنا الرابط.
http://www.4shared.com/get/2gqoAVZrce/—-.htm