يا حاجّ، تعال وانظر في مرآة كأس النبيذ هذه!
خذْ شبكتك، الطائرُ الطاهر لا يُمسَكُ به أبدا.
لا شيء في هذه القفص غيرُ الريح.
عِشْ وقتكَ! عندما جفّت مياه البحيرة،
آدم أيضًا غادر جنّة النعيم.
في ليلة العيد، اشرب كأس نبيذ أو كأسين، ثمّ ارحل.
لا تبق في الجوار تنتظرُ صحوة السُكر!
قُلْ لقلبكَ: “ذهب شبابي.”
وإنْ لم تقطف أيّ وردة، اجعلْ عقلك مفيدًا،
ثمّ اعمل صوابًا.
المتطهّر الذي يظنّ أنّه يعلم كلّ شيء لا يرى السَكران أبدا
ولا يرى الأسرار وراء الحجاب.
أيّها الفطِنُ، الجالسون مِنّا طوال اليوم في جوارك
يستحقّون جزاءً أكثر. جاء وقت الحساب، لا بأس أن تكون الشفقة ما تعطي عبيدك.
عندما أسلمتُ قياد قلبي إليك،
تنازلتُ تمامًا، عن أيّ أمل في أن أكون أيّ شيءٍ غير حصانٍ.
يا طالب كأس حافظ: اشرب! وامضِ كالريح
إلى السيّد، وأروِ له قصّة هذا النبيذ العظيم.
عاشور الطويبي، شاعر ومترجم ليبي مقيم في النرويج