ويصلّي القيصر وحيداً، قصيدة للشاعر ماجد الحيدر

على باب الغرفة الصغيرة المحصنة
في اعماق القصر القديم.
على باب غرفة استحالت
بأمر من السيد المطاع
لمعبدٍ صغير
لا يسع سوى اثنين: القيصر والرب
يقف الحارسان.

**

قد ارسلوا في طلبه
واستعجلوه
فالقيصر الصارم لديه اجتماع وشيك
مع أركان حربه
ويريد ان ينهي صلاة الميلاد سريعا.

**

“الدخول ممنوع حتى للآلهة!”
يقرأ اليافطة
لكنه يداري رهبته
ويرسم ابتسامة ابوية
وقبل ان يضع قدمه
يفتشون جيوبه وقلنسوته وثيابه الداخلية
وينتفون بضع شعرات من لحيته
ليتأكدوا بأنها حقيقية.

**

“اين كنت يا هذا؟”
يسأله غاضبا
فيرتعش:
 “عذرا سيدي القيصر،
قد كنت مشغولا مع قيصر أخر
على الجانب الثاني من المحيط.
انه موسم الأعياد والحروب
كما تعلمون،
وكلهم يصلّون،
يريدون مني
مزيداً من التشويق والظفر!”
“حسناً، لا تفعلها مرة أخرى
والآن عجّل.

**

وينحني، يقبل الأرض
يخرج راجعاً على عقبيه
فيأمر القيصر بإخراج المصورين
ثم يهوي/
يغرق في عرشه،
ويجهش بالبكاء!

د. ماجد الحيدر، شاعر وكاتب ومترجم من العراق
[email protected]

SHARE