
كلّنا شعراء! من أين يأتي القتلة؟
1
جارتُنا الطيبة
قال لها زوجُها
لا تقلقي إنّ اللهَ معنا
بعد عام
مات ابنها البكر في القادسية
بعد أعوام
مات ابنها الثاني عند عودة الفرع للأصل
بعد هذا بقليل
سقطت قذائف بوش على بيت بنتها الوحيدة
وعندما باعت لحافَها أيام الحصار
صرخت بوجهه:
ماذا كان سيحصُلُ لنا
لو لم يكن اللهُ معنا؟
2
أيها السيد
لا تَعْشَق امرأة قرأت الديالكتيك!
ستسمعها يوما تقول لك:
سأحبّك حسب طاقتي
ولكَ أن تحبّني حسب حاجتك
وأنتِ يا أيتها السيدة
لا تعشقي من قرأ جان بول سارتر
سيحفظ منه جملة واحدة
“الجحيم هم الآخرون”
سيرددها على مسامعك صباح مساء
وهو لا يقصد إلّا أنتِ!
3
إلى شيرين
في صبانا
كنّا نلتقي لا ثالث بيننا
أبوكِ في دكانه
أمّك في المطبخ
والشيطان في المساجد.
4
قراءة خلدونية جديدة:
هؤلاء الناس يعملون
العامل يقعد في بيته
الفلاح يحلم أن يقشّرَ البصلَ
الحلاق يُغلق المحل
الزوجة تبيع الخاتمَ
الإمام يتزوج للمرّة الرابعة
السياسي يستولي على الخزانة
وبعض الشعراء
ينتظرون الجائزة.
5
في أوقات الفراغ
أعلّم الذئبَ لغة أخوتي
وعندما يُتقن الكلام
ويطيب له المقام بقربي
يضع رجلَه على رجلي
ويطلب منّي
أن أحفر آباراً جديدة.
6
قل هو الله أحد
وكن لا أحد!
7
في كلمة حزب
حذفوا الحرف الأول
ووضعوا الباقي
في إست كلّ من يجيد التصفيق
بمناسبة
أو
بغيرها.
8
كان بودّي أن أكتب قصيدةً دادائية
أقول فيها
إنّ العناكب قد تلد الجراد
وبيوض الجراد أكبر من بيضة الرّخ
وتمخضت حديقتي فأنجبت جبلاً
والجبل صار فأرة
والفأرة امرأة تتوحم في رحم الرجل
والرجل دورته الشهرية لا مواعيد لها
كلّ هذا اُحسن صنعه
لكنني لم أقل شيئاً من هذا
أنا رجل على قدر حالي
أقصى ما أتمناه
أن أقول “لا” مرّة واحدة
ولا يهمني
إن قالوا عنّي
لا يعرف العدّ حتّى إثنين.
شاعر عراقي، باريس
[email protected]