
النّهــرُ
إذْ يُغَادِرُني قصَبُ الضفّتينِ
وتذبُلُ في القاعِ أعْشابُ
بيتي
أَرُدُّ المياهَ إلى طَاسَّةِ الغيْمِ
ثُمّ أنامُ بدونِ وسائِدَ أوْ ضِفَّةٍ مُزْهِرَهْ
في سريرٍ وَطِيءْ
وأحْلُمُ أنَّ خُطاكِ تجِيءْ
إلى غَابتي المُسْتَبَاحَةِ
أحلُمُ أنَّ السُّقَاةَ يجِيؤُونَ
أحلُمُ في دَعَةٍ
وأناةٍ
أنا النَّهْرُ أنَّ الغُيُومَ تجِيءْ
* * *
خَطَايَايَ سبْعُ
وأعْرِفُ واحِدةً:
أبدًا لـمْ أُطارِدْ
وُحُوشًا ولا مُهْرَةً نافِرَهْ
برجُ هِـلْدِرْلينْ
حين أترككم نحو مقبرة الآلههْ
من يقود الظّلالَ النّحيلةَ
تلكَ التّي سوف أُورثكُمْ
في عبوري الصّغيرَ على أرْضكُمْ
لبيوتٍ سكنتُ بها
ثُمَّ من ينـزِعُ الشَّوكَ من قُطْنَةِ الرّوحْ
الباحةُ الآن
تغرق في عتمةٍ فارههْ :
ليتَ أنَّ السَّوادَ خِرافٌ
فَأَحْدِفُها بعصايَ النَّبِيئةِ
أيٌّ من المارّة العُمْيِ خَلَّفَ مِنْسَاتَهُ
بعدما وَجَدُوني
طَريحًا على الثَّلْجِ
أيٌّ من المارّة العُمْيِ خَلَّفَ مِنْسَاتَهُ
بعدما اطَّرَحُوا
بالتُّرابِ ضمائِدَ بيضاءَ لُفَّتْ
على جسدٍ ذَائِبٍ
تحتِيَ الماءُ،
فوقِيَ ماءٌ
وكُنتُ أمُوجُ
دفْقَةٌ مِنْ هواءٍ
أنا أم أنا زرقةٌ حلوةٌ
كان يطلبها البرجُ
كان يحلبها البرجُ
1996/04/09
حـفـاء
بحقولِ العالَمِ
أَسْلُكُ أَحْفَى منْ
شَمْسٍ
بيـــاض
– إلى جنكيز إيتماتوفْ –
أَزَلٌ يَقْطُرُ مِنْ فَوْقٍ
وفي السّاحةِ يَهْمِي الثّلجُ، لا سابلةٌ
تمضي بِإِثْرِ الغَجَرِ
أو لصوصٌ يرهبون الضّوْءَ
والأبيضُ يَهْمِي:
أُمَّنا أَيَّتُها الوَعْلَةُ
في أيِّ أَرَاضٍ
ضَرَبَتْ خطوتَكِ المُلْتَبِسَهْ
أُمَّنا أَيَّتُها الوَعْلَةُ
في أيَّما ممْلكةٌ مُسْتَوْحَشَهْ
1996/02/20
نبيذ البراري البعيده
المقاعِدُ مَبْثُوثَةٌ
والضّجيجُ يَشِفُّ ويَرْقَى إلى السّقْفِ والطّاوِلَهْ
تَتَشَقَّقُ: يُدْرِكُكَ الدَّرَكُ البَاسِمُونَ بِحَانَتِكَ المَلَكِيَّةِ مُنْحَنِيًا
لِتُلَمْلِمَ أسْلِحَةً مُهْمَلَهْ
تَرَكَ الجُنْدُ: جُنْدٌ نحِيلُونَ
جُنْدٌ بِأَعْيُنَ جَاحِظَةٍ
قَاسَمُوكَ نَبِيذَ البَرَارِي البَعِيدَهْ
مارس 1996
شاعر تونسي
[email protected]