
خُلِقتُ من الشجرة المزروعة في الأرض المعلّقة بخيط يمسكه لوتريامون الذي زرع ضفدعاً في إبط العالم. من الصعب ولكن ليس من المستحيل تذوّق العسل الذي التهمه المجنون المعتاد على هضم الهذيانات التي ترينا الكائن الخفي. لنعمل بهدوء. لا للأضواء الدنيئة. الابحار بعيداً يلهمنا صمت الشعر المسموع. الشعر لا يراه إلاّ الميّت على قيد الحياة الذي أدخل الشعلة في الكهف الذي دخله أورفيوس الذي عزف موسيقى الاسطورة التي أكلتها الساحرة التي أتتنا على ظهر العنقاء التي لوثتها أوحال البلدان التي سجنت أسرتي التي لم تعد تلوّح لي أنا الميت على قيد الحياة. حياتي، زهرةٌ في حديقة العدم. بل أشعر أنها فنارٌ مهجورٌ، حينما أرى مشاهد الصبية المتسولين. أقول ببراءة، الجميع مسؤول عن هذه العوالم المتفسخة: السياسي، رجل الأعمال، التاجر، رجل الدين، المثقف، الانسان العادي، وأنا! أنا الذي كنت ألتحفُ النهر في المنفى وبيديّ أحملُ القصائد الجديدة.
يا له من منفى! منفى الفئران والمعتوهين. دعونا نحطم نفاق آبائنا في المنفى. سأحرق شجرة الآباء، وسأعلن الاحتجاج ضد المنفيين، ولكن ضد أولئلك المنافقين والكذابين، السرّاق والمحتالين، المرائين والغشاشين، المتطرفين والمتاجرين في الدين، المحجبات والمنقبات.
كيف نروي زهور التحولات في حقولنا؟ التحولات، شيءٌ باهر. الجوهر ينبغي أن يكون مفعماً بالنقاء.
ها هي الفراشات تظهر لي من نقاء المنفى!
شاعر وكاتب عراقي مقيم في الدنمارك
[email protected]