“امنحونا الآلهة
الأقدم من الجدي معقوف القرنين”
د. هـ. لورنس
1
عندما يُقبِلُ غَدُ الأمَمِ ويَستعيدُ الوَحشُ مَضارباً عِجاف
وتتشعّب عُروقُ الحَوَرِ والجَوزِ في إيوانِ الصُدور
ويَتَقَهقَرُ إلى القاعِ القِمصُ والناقوسُ ويَخبو النَفير
ويَيأسُ المَلَكُ المُجَنَّحُ من مَجازِ التُخوم
فَلا كَهلٌ ولا وَلَدٌ ولا بُنيانٌ يَبتَزّ النَواص
ولا صَومَعَةٌ ولا مَرصَدٌ ولا مِعراج
ولا قُرطٌ ولا غُنجٌ ولا عِطرٌ ولا خِلخال
ولا كُحلٌ ولا خَمرٌ ولا حِبرٌ ولا أخبار
يَذهَبُ الكِبريتيدُ بالأثَرِ غَداً والأثِير
وتَزُولُ عن حَرثِها الباقي لَوثَةُ الغُزاة.
2
تَحبِلُ التَوالِي كَرَّةً بالهَضِيب
وتَخرُجُ العُشبَةٌ مِن قُرَّةِ الطَميِ وتَستَجيب
لِنادِيها مُكَلَّلُ القَرنَينِ المُضَرّجُ بِالعُنفُوان
لِأظلافِه في هَجعِة الهَياكِلِ وَقعُ المُلُوك
يَشُقُّ الجَمعَ قارِعاً كاهِلَ السُدَى بِالصَولَجان
على مَهلٍ يَمضُغُ رَاوَندَ الفُصُولِ ويَستَجير
بِخُضرَةِ الفَيءِ مِن سَطوَةِ الفَلا والأُفُول
ويَقتاتُ فَيَجُودُ على الأرجاءِ بِوَصمِ الحَياة.
3
الأًرض؟ تِلكُم الضَرعُ أَجَلُّ مِن شَنَآنِ الحُتُوف
ودَولَةُ الأُمَمِ تُرَاها مَحضُ صَولَةٍ فَتَزُول
فَما القُرونُ في حُسبانِ دُهُورِهَا إلا قِشرُ الزُلَال
في باطِنِه يَتَكَوَّرُ مَكرُ الوَشائِجِ ويَستَحِيل
فَاليَومُ بَشَرٌ وغَدَاً
يَستَخلِفُها غَيرُ النَاسِ إنسان
فأيُّ وَثَنٍ يَجلِبُ وأيُّ رَبِّ يَصلِبُ
وبِأيِّ طاغُوتٍ يُمتًحن؟