كان قد خرج لتوه من مدرسة لتعليم الابتسامة
رأته من خلال نظارتها
يبحث عن وطن آمن قربها،
لم تفهم معنى ذلك
أن يبحث أحدهم عن شيء كهذا
في هذا العصر!
وضعت حقيبتها اليدوية على الكرسي الشاغر
وأظهرت حماقتها بمتابعة القراءة
ظل يبتعد أمام نظارتها
كان كيانه يصغر كلما ابتعد
حتى أصبح ذبابة
وحطَّ على أقرب جيفة
يتابع من هناك:
جمال المدينة،
والكرسي الذي كان فيما مضى شاغرا كوطنه
الذي لن يعود إليه،
وقارئة La vie devant soi *
وهي تمسح عدسة نظارتها بالمنديل
وبين حين وآخر
يُخرج من جيبه ابتسامة
يتفحصها، ينظف تجاعيدها بأكمة قميصه
وبحذر يلصقها على وجهه
وما أن تسقط، يبصق عليها
يلتقطها خلسة ويعيدها إلى جيبه
وهو يتمتم:
– أيّ بَطران صنع هذه اللعنة؟
* La vie devant soi رواية للكاتب الفرنسي رومان غاري Romain Gary 1914-1980
بروكسيل، 1 آب (أغسطس) 2013
شاعر عراقي مقيم في بروكسل.
[email protected]