
غبارٌ شفيفٌ على المصباح
النتوء الصخري كأنّه بحرٌ العيونُ لا تخبرُ بما يجيش في القلوب
العيونُ مغلقة على أحلامٍ لا تشيخ ترقدُ على وسائد الجوع
العيونُ آيةٌ منسوخة في الكتاب القديم
النتوء الصخري كأنه نملة مرّة وكالطود مرة أخرى – هذا ما قاله ابن الوردي-
هو خيط فرحٍ غير مستقيم أنا روحُه الجيّاشةُ
هو سندُ الشجرات اليافعة في أعالى الجبال أنا شرشفُ تخاريفه العذبة
هو الغبارُ الشفيف على المصباح أنا قطيفةُ الكرسيّ ورعشةُ الفرشاة في العتمة
قالت المرأةُ المبتسمةُ في اللوحة المعلّقة على حائط الغرفة
خفّة السكينة على مسند الدرج مشاغبة وقورة جسورة طاهرة
قال، ثم نزل الدرج بهدوء الانبياء
سأجزّ العشب هنا أمّا تلك البيوت الغارقة في الظلال
سأدفقُ عليها الكثير من الماء والحزن
ثمّ سأدفعُ إلى ما وراء النهر والجبل هذا المساءَ المتلصّص أبدًا
لا ليس هذا حدُّ البحر حدّهُ في قلب السماء
في الصباح كانت النافذة
اهتزّت النافذة قليلاً حين التصق الجسدان
كان الولدُ في الجهة المقابلة يتأرجح تحت شجرة اليوكيلبتوس العالية
اليدُ الناعمة على الكتف شهقة حارقة
الشَعر المرميّ على الصدر وردة تستقيظ على مهل
ما تراجعَ من رعشة الشفتين غمرته مياهُ البحر
عليك أن تنتظر عودة الراحلين عليك أن تنتظر حتى يصل الظلُّ ساق الوجع.
لم أكن أعرف أنّ الخطّ الفاصل بين الماء والسماء
هشٌّ خجولٌ مخادعٌ وقاتلٌ قاتلٌ قاتلٌ!
في السيرك يتبع الفيلُ سيّده يخرجان من وقتٍ منهكٍ
في ظلّ الخيمةِ يزيح بخرطومه الذباب يحلمُ بغاباتٍ تقترب وتبتعد
في الصباح كانت النافذةُ تطلُّ على غابة ونهر
في منتصف النهار امتلأت الغابةُ بالعشاق والنهرُ بالأسماك
في المساء ضجّت الغابةُ بأصوات الأطفال والنهرُ بطيور اللقلق
في الليل عادت الغابةُ إلى سكينتها والنهرُ إلى قمره الحميم
شاعر ومترجم ليبي، مقيم في النرويج
[email protected]