قصيدتان للشاعر العراقي هاتف جنابي

هاتف جنابي 3
هاتف جنابي

لقطة

 

كان جاري يُداعبُ في الحديقة قطّتَه الفارسيةَ
والآخرُ يزرعُ مزيدا من فسائل التنّوب
عند سياجه الخلفي
ثمة سيدةٌ شقراءُ تسقي الزهورَ عند المدخل
طالما رأيتهم منهمكين في أعمالهم اليومية
أظنّ أنهم يُرَاقبونني كذلك
عبرَ فتحةِ الماضي
أو ثقبٍ في السماء
لكنهم لا يكترثون
بزوجتي التي تَرتقُ جوربَها
أمامَ أطلسِ التشريح البشري
ولا بي وأنا
أجمعُ رقائق الورد التي عصفتْ بها الريحُ.

وارسو في 2 تموز 2016

 

حالات

 

ما زلتُ أرْتابُ من نَفْسِي خوفا على جاريَ منها،
ما زلتُ أُمَوْضِعُ الأصيصَ في مكانٍ يَرَاه المُسْتطرقُ
ما زلتُ أزْرعُ الزهورَ في واجهة الحديقة
ما زلتُ أرَتّبُ ما تَبَقَّى من شَعْري وِفْقَ آخِرِ تقليعةٍ
مِرْآةُ الغَيْرِ تَجْرَحُ،
ما زلتُ ألْعَبُ، بتاريخِ ميلادي الذي لا أعْرِفُه
كي تَرْضَى صديقاتُ زوجتي وأهلها،
وتبتسمَ حورياتُ الشِّعْرِ لي،
الشِّعْرُ يَحتاجُ إلى تَغَنّجٍ وأنوثة!
ما زْلتُ أسَجّلُ أهدافا هنا وهناك
وأتباهَى بتَفَوّقِي على ميسّي ورولاندو،
أُلَمّعُ كلّ يومٍ حذائي بِبَصْقتينِ،
وأدُقّ به جبينَ الأرصفة
الإيقاعُ ضرورةٌ قصوى.

مازلتُ أتَحَاشَى كُرْهَ مَنْ أُحِبُّهم،
رُغْمَ كرْههم لي
حتى نسيتُ نفسي
لم يَعُدْ لي وُجُودٌ مُطلقٌ
كائِنٌ فَضَائي،
يَتَنَفّسُني الهواءُ،
يَشْرَبُنِي الماءُ،
تُجَرْجِرُني الخُطى، تقودني الكلماتُ،
امتزجَ النبيذُ بالدمِ، فصارَ (الدنُّ جسما بلا روحِ)!
حتى هذه الكلمات
لأنها كتبتني
جَعلتْني أكثرَ حَيْرَةً
من مِسْمارٍ يغورُ في اللّحم.

 

برمنغهام في 1/8/2016

 

[email protected]

 

SHARE