
الطَّريقُ الذي في نهاية العالم
ألم نعبرْ بهذا الطَّريقِ من قبلْ؟ أعتقدُ أنَّنا فعلنا؛ أظنُّهم يحرِّكونه كل بضعةِ سنواتْ؛ لكنَّه يعودُ ثانيةً بغربانهِ وأغصانهِ النَّاشفةْ؛ بقيودهِ المتداعيةْ، بصفوفهِ من النَّاسِ الذين يخطونَ من مرائي الطبيعةْ التي تغدو خاويةً حالَ مغادرتهم لها. وماذا عن المدينةِ المسوَّرةِ بطيورِ السّنونو التي تُحلِّقُ فيها والشمسُ غاربةٌ من ورائها؛ ألم نشاهد ذلكَ من قبلْ؟ وماذا عن السَّفينةِ التي توشكُ أن ترسو على جزيرةِ من أقواسِ قزحٍ
سوداءْ، وأزهارُ منتصفِ الليلْ، وأدلَّاءُ الرِّحلةِ الملتحونَ يلوِّحونَ لنا؟ “نعم يا عزيزي، لقد شاهدنا ذلك أيضاً، لكن الآنَ عليكَ أن تمسكَ بذراعِي وتغمضَ عينيك”
إدفنْ وجهكَ في يديكْ
لأنَّنا قد عبرنا النَّهرَ والريحُ تمدُّنَا فقط بخدرٍ متلاشٍ من البردْ، بخنوعٍ تأقلمنا على ذلك، لم نعد نتوقعُ أكثر مما مُنِحنَا، ولم يعد يُدهشنا كيفَ حدثَ أن جِئنَا إلى هذا المكانْ، لا نُبَالي أن لا شيء قد حدثَ مثلما كنَّا نَظُنّ، لا مجالَ لأن نزيلَ السَّديمَ الذي فيهِ نعيشْ، لا مجالَ لنَعرفَ أنَّنَا قد قضينا يوماً آخراً، الجليدُ الصَّامتُ للفكرِ يذوبُ قبل أن يجدَ الفرصةَ للتماسكْ، أينَ نكونُ هو تخمينُ أيَّ واحدٍ منَّا، البَّواباتُ إلى اللامكانِ تتكاثرْ، الحاضرُ بعيدٌ جداً، بحقٍ بعيدٌ جداً.
من كتاب سيصدر قريبا
مارك ستراند، شاعر، مترجم، كاتب مقالات وفنان تشكيلي أميركي. ولد بسمرسايد بكندا في العام 1934. تخرج من كلية أنتيوش، ثم درس التلوين بجامعة يال. كما نال ماجستير الفنون الجميلة من جامعة أيوا، له عشر مجموعات شعرية وله كتب نثر، وكتب للأطفال أيضاً. كما ترجم مجموعات شعرية لرفائيل ألبرتي، ولكارلوس دروموند دي أندرادى
حاز على العديد من الجوائز والمنح منها جائزة بولينجن 1993، ماك آرثر 1987، بوليتزر 1999، جائزة المعهد الوطني للفنون، جائزة مؤسسة روكفيللر، جائزة مؤسسة أنغرام ميريل، بالإضافة لجائزة إدغار آلان بو. أختير كشاعر أميركا في العام 1996-1997، كما عين عميداً لأكاديمية الشعراء الأميريكية. عمل أستاذاً في العديد من الجامعات كجامعة شيكاغو، جامعة جون هوبكنز، وجامعة كولومبيا. توفي في نوفمبر من العام 2014.
أنس مصطفى شاعر ومترجم من السودان
[email protected]