قصائد للشاعر الإسباني فيرناندو بالبيردي- ترجمة خالد الريسوني

سيليا

إلى سيليا، التي وُلِدتِ اليوم

 

لا تعرفين المطر ولا الأشجار،

لكنكِ كنتِ غاباً.

واليومَ حين يبدأ العالمُ بالنسبةِ لكِ،

فلتمتلئْ عيناكِ بالبَحْرِ،

فالجميعُ يستقبلكِ مثلما في محطةٍ

حيث يتمُّ الانتظارُ دَوْماً،

فذلك بدْءٌ ودهشةٌ،

خرائطُ لا تضْمَنُ مكاناً حيثُ يمكنُ الذَّهابُ.

اليومَ حين يبدأ العالمُ،

حزنٌ غيرُ مُتوقَّعٍ،

أنتِ الوقتُ النَّقيُّ،

رائحةُ الخشبِ والصَّمتِ،

أسئلةٌ بلا ظِلالٍ

والحبُّ بلا كبرياءٍ

قدْ خسِرَ كلَّ شيْءٍ.

ذاك يقيني،

الأمواجُ، والمحيطُ،

وضحكتُكِ طائرٌ.

قد حملتِ همسةً مِنْ ذاكرةٍ،

أقداماً صغيرةً، كمْ هو صغيرٌ

الأثرُ الذي خلَّفتِيه في الثلْجِ

في ساعاتِ يناير.

كيف ستكون الحياة لمَّا ستنمو في يديكِ

مع هشاشةِ البِشَاراتِ،

مثل سمكةٍ تنزلقُ لتعودَ إلى النهرِ.

في مساءٍ ما،

بالمفاجأةِ ذاتِها للحُبِّ،

سوف تُحسِّين النَّسيمَ الذي لامسَ الأشجارَ

بتَعَبِهِ القديمِ.

ثمَّة أوقاتٌ يَكونُ فِيهَا خَشِناً ويَحترقُ مثل عود ثِقابٍ

لمَّا يُشْعلُ الذِّكرى …

تلتمعُ يداكِ،

ليس ثمَّة ظلالٌ أو خناجرُ،

أستطيع أن أرى المُذَنَّباتِ

تخدِشُ الليلَ

مثل سفينةٍ تُبْحرُ وتتوغلُ في الضبابِ.

الحياةُ بيتٌ يسكنُه غريبٌ،

بستانُ الماضي الذي لن تعودَ إليهِ،

ضفةٌ تبحثُ عنها بِرَهْبَةٍ منَ الأشباح.

لكن الحياةَ هي أيضاً

ضوءٌ خلفَ نافذةٍ

لمَّا يَحتلُّ

الظلامُ كلَّ ثُقبٍ وكلَّ قارَّةٍ.

هذه الليلة معتمة،

والقطار يبحثُ عن ذراعين

توجدان في الجهة الأخرى للساعات.

بينما أفكر في الطريقة التي أقول لك بها

إن الأحلامَ جزءٌ مِنَّا

مثلما المرفأ سفرٌ.

لأنكِ قد كنتِ غابا،

وثمَّة دلافينُ، وبحيراتٌ، وجبالٌ،

وحكاياتُ حبٍّ مستحيلةٍ

ستُسَمَّى سيليا.

شخصٌ ما يقولُ اسمك في الآتي

فيمتلئُ بالنَّاس بيتٌ فارغٌ،

ويجلسُ الجميعُ إلى الطَّاولةِ.

ستكونينَ قد نسيتِ،

كانَ الهناءُ قد زَرَعَ هذا الألم،

كان الهناءُ مثلَ عاصفةٍ

في كأسٍ فارغةٍ.

لمَّا يأتي الخوفُ واليأسُ،

وتكونُ قد سقطتْ كلُّ حباتِ الكرز في الوحل،

والنوارسُ تصرخُ

للنسيانِ المُستحيلِ لامرأةٍ جريحةٍ

تحِسُّ أنَّ المُضِيَّ إلى الأمامِ هو البقاءُ وحيدةً…

إذا حدث كل هذا

تذكَّري الطريقة التي يتحوَّلُ بها

المطرُ إلى شجرةٍ

وكيف تكون الأمواجُ

خاتمة الماءِ وبدايةَ البحر.

أنتِ لا تعرفين البحر ولا الطين، ولا الأشجار،

لكنكِ قد كنتِ غابا يعبرُهُ النهر.

(الإصرار على الأذى، 2014)

 

السقوط

 

إلى أمي

 

أتذكر كيف يموت البجع؟

تحت شمس المساء

التي تضرب ساحل المحيط الهادئ

فتبْتلِعُهم المياهُ مثلما تبتلع الرَّصاص.

لا شيْءَ يستطيعُ إنقاذَهم.

ثمة قدْرٌ كبيرٌ من الكرامة في الفراغ،

كثير من الحُبِّ في تحليقاتهم،

ففي اللحظة الأخيرة يختارون الصمتَ.

فقط تبقى

خبطةُ أجسادِهم فوقَ الماءِ

مثلَ هزيزِ الرِّيح اللامحسوسةِ.

من هذه الغرفةِ التي لا يُمكنُ أن نَرَى البحرَ،

لا توجدُ صخورٌ عالية ولم يتبق أفقٌ

لم تدمِّرْه.

لا يَهُمُّ،

تحدسين همسا في هذه الليلة الليلاء،

يمكنك لمْسُ ذراعِهِ.

تتَذكَّرين حينئذٍ عندما تستشعرين البردَ

أن في خريفِ ذلكَ البَحْرِ الذي تحبِّينَهُ كثيراً

يتحوَّلُ رماديّاً ويتركُ

أسماءَ الماضي مَكْتوبَةً على الرِّمالِ.

قد جلسْتِ لِترَيْنَهُم.

أمامك،

تفتلِينَ الأفقَ،

يغوصُ طفلٌ بينَ الأمْوَاجِ.

ريحُ الصَّبَا، الحَارَّةُ جدّا والكَامِلَةُ،

تَخُونُهُ وتدفُعُه.

قد جئتِ لإنقاذي.

ذراعاكِ،

الهَشَّتَان جدا الآنَ،

تُغطيان جسدَ أعْوامِي التسعة

حتى ملامسة الضفة.

صحيح،

من هذه الغرفة لا يمكن أن يُرى البحرُ

لكنَّ يدَيَّ ترتعشان مثل ذلك المساءِ.

الآن أمسكُ يديكِ،

تُحسِّين كيف أحبكِ،

كيف تُخلِّصين خوفي بحركاتِكِ،

كيف هي الحياةُ لديكِ مشدودةٌ بينَ الأصابعِ.

اُتْرُكِي الجسدَ جانباً،

قد صفعْتِ وجهكِ على الماءِ

حَتَّى انكسَرَ الضَّوْءُ.

ليس ثمَّة نجومٌ تحتَ المُحيطِ.

افتحي عينيكِ،

فالموتُ جدُّ أعمى حدَّ أنَّ الخوفَ يجعلكِ ملتبسةً.

اِفتَحِي عينيكِ،

اِبحَثي عنِّي الآنَ وسط هذا المُحيط،

سوف أتمسَّكُ بكِ بِقوَّةٍ بِذراعيَّ،

تُحِسِّينَ كيف أضُمُّكِ،

ولنبحثْ عن ضفتنا،

البحرُ لم يرسمْ أسْماءَنا،

هُو ذا اليومُ، ونحْنُ لسْنا المَاضي،

العَرَقُ مالحٌ،

زبدُ البَحْرِ على الصُّخورِ

وَهَذا الخوفُ عَلَى شفتيْكِ.

فالحَيَاةُ تنتظرُنا.

 

(عينا البجعة)

 

المُقامرُ

 

نقامرُ بالحياة في رهان المَلِكِ أو الكِتابَةِ.

أعلم أن ذلك لن يُرضيك،

لكننا فشلنا في الجوابِ

لماذا سَيستحِقُّ العناءَ،

ماذا يعني كل هذا،

وحيثما ينتظرُ العدمُ

الذي هو أقلُّ حضوراً

لكنَّهُ مُتَجلٍّ في كلِّ الأشياء.

أنتِ لن تشْتَكِي،

عبر هذه العتمةِ مَرَّتْ أصابعكِ

وهي تتحسَّسُ الجُدْرانَ.

ها القِطعةُ النَّقديَّةُ بين يديْكِ

ولن تكون الصُّدفةُ هي من يَدُسُّها

ولا الحظُّ دافعُها.

اليوم تُمسكين الأيامَ الآتيةَ

والرِّماحَ

ويطفو

الحزنُ في الهواء

ملتفاً مع دوارٍ

ما كان ممكناً أن يكونَ

حياةً أخرى معكِ.

 

ذئبٌ

 

في ثنايا هذه القصيدة يعبرُ الذئبُ

يترك آثارَ أقدامه في الثلج.

متخفيا وجائعا،

يقطع مدينة

رآها واثقة بالآتي.

اليوم أسدلوا كل الستائر.

الوقتُ متأخرٌ،

أحاولُ ألا أُحدِثَ الضوضاءَ

وأن تندفع الأبيات الشعرية مثلما تمُرُّ الأيامُ

حتى يختارَ الذئبُ

طريقاً سالكاً إلى مكانٍ آخرَ،

طريدةً أضعَفَ.

لكنْ في هذه القصيدة ثمَّة ذئبٌ ينتظرُ،

قد أتَى بحْثاً عنِّي.

حتى وإنْ حاولتُ أن أكونَ هادئاً وألا أحدثَ الضَّوضاءَ

عبر الكلماتِ تقفِزُ ذكرَى

تقتلعُ مِنِّي عواءً وتلتهمُني.

 

بعينين مفتوحين تمشي خلال الموت

إلى علي كالديرون،

الذي رافقني الى الانكسار الأخير

 

في انكسار الأنديز الأخير،

حيثُ السِّلسلةُ الجبليَّةُ تتحوَّلُ أحجاراً

تملأ الطرقاتِ

وتقعُ مثلَ تساقطاتِ الثلجِ،

حيث يرعى الجوعُ والفقرُ

وفي محطات البنزين

ثمَّة هدوءٌ أخرسُ يستندُ إلى الهواءِ.

شخصٌ ما يدعى إرنستو،

شخص ما يقولُ اسمَكَ في السُّوقِ،

أو في طرقاتِ الترابِ التي يعبرُها الأطفالُ

الذين يأكلون الحَشَراتِ،

الذين يشربونَ دماءَ الأطْفالِ

ويتركون على الأبوابِ علامَة الارْتفاعِ

وأحذيةً قديمَةً

فوق الأسلاكِ الكَهْربائيَّةِ

وأحذيةً قديمةً في أقدامِ من يَعبُرُ

الفلاةَ الأخيرةَ للأنديز،

وادٍ في ألَمٍ،

الأحجارُ المكسورةُ التي تقع مثلَ العواصفِ

فوق هذه العزلةِ لأجسادٍ مُنْطَفئةٍ

تقودُ دَوْماً حتَّى المَشَافي.

يقولون إنَّكَ ميِّتٌ من أولئك الذين لا يموتون أبداً،

وأن عينيك إذ تُحدِّقُ في الفراغ

تسمَّرَتْ في سقف مَشْفَى مَالطا

الذي تحتلُّهُ اليومَ حُمَّى الضنك والسُّلِّ،

فهي ترعى في العشبَ

مثل حيواناتٍ فقيرةٍ وهزيلةٍ

تشربُ في البِرَكِ

أو تبتلعُ بلاستيك الحَاوِيَاتِ.

ومثل أرضِ المقابرِ،

لا شيءَ يمكنُ أنْ يُصْمِتك،

بعينين مفتوحتين تمشي عبر الموت،

شخصٌ ما يُكرِّرُ إرنستو،

والمطرُ يمضي نحوَ جهةٍ أخرى،

شخصٌ ما يُحسُّ الساقين

الثقيلتين مثل الرَّصاصِ

وينتهي في سريرٍ لمَشْفَى مالطا،

في مساءٍ من يونيو

قد انتهى أكتوبر،

سيقتلون رجلا،

لا يعبرون الممرات بخطواتهم المتوحشة،

لا يُسمَعُ أثرُ الأحذية الثقيلة

مثلما في ذلك المساءِ

لعامِ ألفٍ وتسعِ مائةٍ وسبعةٍ وسِتِّين

الذي كانَ أرضاً للمقابرِ

وانتظرتْهُ العَيْنانِ

في مَغسِلِ الثيابِ

في الجانب الآخرِ من السلسلة الجبليَّة.

الآن تحسُّ ألمَ دَمٍ في الرُّكبتين،

قد انتهتِ الحُمَّى،

وقد عبرَ الموتُ نحوَ سريرٍ آخرَ،

قد تمَّ تثبيته في الغازِ القادم تُجاهَ المطبخ

أو قد تمَّ وضعُ بيضِهِ في المَشابكِ

أو فوق المهارة في غُرَفِ العمليات.

يحدث هذا في الوادي،

بمنطق الجوع وعادة

رؤية تساقط الأحجار.

في الساعات الأخيرة من مساء هذا اليوم من يونيو،

الصبيُّ الذي كان يشتكي

من تَختُّرِ الدم في ركبتيه

يتَعثَّرُ في العُشبِ،

ليس ثمَّة جلبة طائرات الهليكوبتر،

فقط يدخلُ غريبان المَشْفى

لكن في حنجرتهما ثمة غضبٌ نائمٌ

لا يُخِلُّ بصمْتِ

مَغْسِلِ الثيابِ.

هما سيعودان الى سانتا كروث،

لكنَّ الشابَّ الذي يَسحَبُ

السَّاقَ والرُّكبتيْن

وُلِدَ في الوادي،

وشاهدَ الموتَ الذي كان يعبرُ المَشْفى

وحتَّى شارعَ سُوكْري

وشاهدهُ متخفياً في جُحْرِ الأفاعي

أو فِي المِياهِ الرَّاكدَةِ.

يعلم أن الموت لا يتم ولوجه

بعينين مفتوحتين،

ربما لأنه يُشَكِّكُ

أنَّهُ ليس ثمَّة ما يَستحقُّ المُشاهدَةَ،

شخصٌ ما قالَ يوماً

أنَّ العمى أبيضُ،

سيصيرُ العتمة في كلِّ الأحْوال

وليس ثمة ما يَستحقُّ المُشاهدَةَ،

والعينان المفتوحتان التائهتان في الفراغ

ما تزالان مُسَمَّرَتيْن في سقفِ

مِغسلة الثيابِ

تنظران إلى مكان ما،

مشيرتين إلى طريقٍ ما مدعِّمَتين

اتجاهاً ما،

هنالك حيث تتحطمُ السلاسلُ الجبلية

وتتسمَّرُ الأحجارُ في العيونِ

وتكسِرُ عظامَ الفلاحين،

هنالك مضيتَ لتمُوتَ،

إلى العمى الأبيض،

خياناتٌ تدرعُ الشوارعَ مثل أسلاكٍ،

شخص ما يناديكَ باسم إرنستو في السوق

أو في محطاتِ البنزينِ،

شابٌّ يعبرُ العشبَ في كرْسِيٍّ،

الآن يقولُ اسمكَ

مثل من يسْعَى الى سكينَةٍ وسط الألمِ،

هنالك مضيتَ لتموتَ

بعينيْن مفتوحتيْن.

 

الأذى

 

عرفنا ذلك فيما بعد،

دونما وقتٍ يصلحُ لأيِّ شيء.

لأنَّ الحياة ربما منحتنا كلَّ شيء في البدء

وما زلنا نواصلُ البحثَ

عن طريق يأخذنا إلى ذلك المكان،

حفنةٌ من غبارٍ

تحفظُ التوازنَ الكافي

كي لا يتحوَّلَ

إلى هواءٍ أو إلى جبلٍ.

لأنَّ الحياة ربما ليستْ مِلكاً لنا

ومضَتْ تُستنفَذُ

مثل كل الأشياءِ التي كنا نعتقدُ أنها مِلكٌ لنا

وهي جزءٌ مِنَ الأذى

الذي يرسمُ خطوطَ التاريخ

وهي تهدمُ مدناً مع أسوارِها.

ولو كنا قد عرفنا ذلك

كنا سنَضُمُّ أيادينا

أو سننظرُ إلى جهةٍ أخرى.

ولو كنا قد عرفنا ذلك،

كنا سنعضُّ على شفاهنا

النازفة في الحبِّ

لنترُكَ الجراحَ البادية للعيانِ،

أو كنا سنُصلِّي،

أو نتخلَّى عن كل شيءٍ لكي نبقى هادئين

ولا نعْبرُ الأيامَ المُحتضرَة.

ها كلُّ شيْءٍ كثيفٌ حتَّى لا يتَّسِعُ المَجالُ للبكاءِ

والألمُ يتأمَّلُنا من الخارج.

عرفنا ذلك فيما بعد،

ليس ثمة حنينٌ أكثرُ شُسُوعاً مِنْ ذلك الآتي.

 

فيرناندو بالبيردي: شاعر وباحث إسباني من مواليد غرناطة سنة 1980، درس في جامعتها قبل أن ينتقل للتدريس في جامعة إيموري بالولايات المتحدة، اشتغل بالصحافة في جريدة الباييس وكمتعاون مع دفاتر هيسبانو أمريكية ولا إيسطافيطا ديل فيينطو، “الرياح المواتية” (2000)، مدير سابق لمهرجان غرناطة العالمي للشعر وأحد مؤسسيه بالاشتراك، من أعماله الشعرية: “أسبابٌ للهرب من مدينة باردة” (2004)، “عينا البجعة” (2010) و”إصرار الأذى” (2014) الذي تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا لعدة أشهر سنة 2014 واعتبره معهد كتاب أمريكا اللاتينية في جامعة نيويورك كتاب السنة، تقول عن هذا الديوان الشعري الناقدة الفلسطينية نتالي حنظل: ” “يتعلق الأمر بكتاب يتوفر على حكمة غير اعتيادية، تلحُّ على أن تكون شاهدا على ما يدمِّرُ ويلفُّ، في اللحظة التي يتقاسَمُ فيها العالم جرحا. بلغة منحوتة، يخلق غنائية من الخرائب، موضوعه العدالة، خيانة الذاكرة، الإلحاح على البقعة الإنسانية. أهمية صوت فرناندو بالبيردي تضع ميسمها منذ اليوم بمكانه في تاريخ الآداب الإسبانية”…

 

خالد الريسوني شاعر ومترجم مغربي، (الدار البيضاء، 1965) حصل على الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان سنة 1988، اشتغل سابقا أستاذا للغة العربية وثقافتها بالمعهد الإسباني سيفيرو أوشوا بطنجة. شارك سنة 1985 في المهرجان العالمي للشباب والطلبة بموسكو، كما ساهم في مهرجان الشعر المغربي بشفشاون خلال عدة دورات. التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1986. يتوزع إنتاج خالد الريسوني بين الكتابة الشعرية والدراسة الأدبي والترجمة. نشر كتاباته بعدة صحف ومجلات ومغربية وعربية مثل: المحرر، العلم، البيان، القدس العربي، كيكا، العربي الجديد، الثقافة الجديدة، نوافذ، البيان، نزوى، الدوحة، مشارف مقدسية …إلخ. يعد الاشتغال على الترجمة رهانا أساسيا في مشروع خالد الريسوني، إذ من خلاله يعبر عن رغبة في تشييد جسور التواصل بين ضفاف المتوسط، إذ أنجز عددا مهماً من الترجمات الشعرية لشعراء إسبان وشعراء من أمريكا اللاتينية إلى لغة الضاد. وممّا صدر له في هذا الصدد:ـ

– الرسو على ضفة الخليج (بالاشتراك): أنطولوجية للشعر المغربي والإسباني، الجزيرة الخضراء، 2000

– عن الملائكة/ رفائيل ألبيرتي، منشورات وزارة الثقافة 2005

– يومية متواطئة / لويس غارثيا مونطيرو، منشورات وزارة الثقافة 2005

– تلفظ مجهول ويليه: ابتداع اللغز، خورخي أوروتيا، عن منشورات ( ليتوغراف) بطنجة 2007

– لالوثانا الأندلسية، رواية للروائي الإسباني فرانسيسكو ديليكادو، عن منشورات( ليتوغراف ) بطنجة 2009

– اليوم ضباب، خوسيه رامون ريبول، عن منشورات( ليتوغراف ) بطنجة 2009

– زوايا اختلاف المنظر يليه: كتاب الطير والسكون المنفلت، كلارا خانيس، عن منشورات ( ليتوغراف) بطنجة 2009

– الأعمال الشعرية المختارة، لفيديريكو غارسيا لوركا، عن منشورات( ليتوغراف ) بطنجة 2010

– الكتاب خلف الكثيب، لأندريس سانشيث روباينا، عن منشورات( ليتوغراف ) بطنجة 2010

– مائة قصيدة وشاعر، خوسيه مانويل كاباييرو بونالد، منشورات سليكي أخوين، 2012

– وصف الأكذوبة يليه: يشتعل الخسران، أنطونيو غامونيدا، منشورات بيت الشعر في المغرب، 2012.

آخر ما أنجزه الريسوني العمل الشعري الموسوم بـ: خلوات وأروقة وقصائد أخرى يليه: حقول قشتالة، للشاعر الإسباني المرموق: أنطونيو ماشادو، و “بإيجاز” للشاعر الإسباني ليوبولدو دي لويس، ويستحق العَناء للشاعر الأرجنتيني: خوان خيلمان، وكسيريات، يليه: ملاك الظلمة وأسرار الغاب للشاعرة الإسبانية كلارا خانيس.

[email protected]

SHARE