قطَعْنا
حُلمَ الضوء
كتبنا القصائد
في وحشة تموز.
جرفتنا البحارُ
الصباحاتُ السالفة
تثأرُ من نهبنا
لبلاد الكيكون*
* بلاد الكيكون، هم التراقيون شعوب سكنتْ شمال اليونان ولكن أصل التسمية من كيكون ابن أبولّو(م).
ربما
ربما
سنتحدث
ذاتَ يومٍ
حول القطارات التي لم تتركْ رسائل
عن السفن التي أضاعتْ
رغبةَ الرجوع
وكذلك
حول الحارس الليلي الصغير
الذي مازال يُصَفّرُ
عندما
يسرق الغسقُ
النهار.
رحيل
حان وقتُ الرحيل…
الغسقُ
يُقُبّلُ فمَ
يومٍ ينتهي.
بصمات
طينتك
تخلقها
عصورُ الحجارة، البرونز،
الحديد.
وفي جسدك
تبقى
بصماتُ الحروب.
أكتبُ إليك
أكتبُ إليكَ
كلماتٍ بسيطة في الحقيقة
أردتُ أنْ أقول لك
حول
أولئك الذين يسافرون وسط الألغاز
وسط ضباب البحار الساخطة
التي تستجيب ليلا
لعويل السرينات*
وتبحث
عن الجانب الآخر للشيء.
* سرينا (جمعها سيرينيس باليوناية): حوريات البحر في الأساطير اليونانية، كنّ يستدرجن الرجال- الملاحين بصوتهن الفاتن حتى يجهزن عليهم في نهاية المطاف(م).
ابتعاد
لم أهجر الأساطيرَ بعدُ
أحاول أنْ أكتبَ بِضْعَ كلمات
هكذا كما لو حاولتُ أنْ أخيط
جسدا معفّرا بالدم.
بعدئذٍ أنقل
الكلمةَ الأولى قرب الأخيرة
ثم أرسلُ هذي الرسالةَ لك
مثل قبلةٍ مُرّة
وسطَ ابتعادنا.
رسم
كلماتي يجرحها
العصفُ والموج.
أمسك بالأظافر
الممكنَ المتواضع
أرسم لوحاتٍ باهتة
على امتداد بُعْدِنا النجمي.
حديث
بفراغِ أيامي
رميتُ ساعة منتصبة
وأخرى ثانيةً كنتُ أحملها على يدي.
أحسبُ الوقتَ بالغياب
بتجاعيد طفيفة على الجبين.
حول أيّ نهاية
حول أي بداية
حول أي ألوان النهر
يمكننا الآنَ أن نتحدث.
رِحلة
تقريبا كلّ شيء
نعيشه بشكل مغاير
مثل
الحبِّ
عندما يموت يحيا في اللحظة ذاتها
رِحلةٌ
هناك حيث يبنُ
مصبُّ النهر.
كأحداثٍ
أو
كمواكب أحلام مُذهلة.
لكنْ
لكنْ
كضوء القمر
حافظتُ على بعض الحياة
في يدي
في آخر لحظة من الحلم.
عمق
البحرُ ليس دائما هادئا
السفينةُ ليستْ دائما قوية.
جرحٌ عميق
هذا الذي نحبّ.
لا شيء
كي تجمع
آلافَ الجزيئات المهشّمة
في طلقة مُحْكَمة
لا شيء يوجد مثلما كان في المرة السالفة
لكنه لا شيء ينفقد.
ترجمنا هذه النصوص من مختارات الشاعرة الصادرة باللغة البولندية “وَعَوْدَتكَ”، وارسو 2005. وضعنا لها عناوين لأنها أساسا بدونها.
ماريا مِسْترْيوتي: شاعرة يونانية عذبة، تميلُ إلى الإيجاز إلى أبعد الحدود.تنحدر من منطقة أردكاديا، وتعيشُ في منطقة (خالكيدا) شمال شرق اليونان بعد زواجها من الطبيب والرسام يوريس ميستريوتي الذي رحل مبكرا في العام 1998. تعرّفتُ عليها في بوزنان في التسعينات من القرن الماضي. طبعتْ لها عدة دواوين شعرية، وتُرجمت بعض أشعارها إلى كل من البولندية، الرومانية، الإيطالية، التشيكية والآن لأول مرة تترجم إلى العربية.
Twelve poems by Maria Mistrioto, translated by Hatif Janabi
شاعر ومترجم عراقي