
النبي القديم
عتباتُ السّاحة تعرق بالوهم الكبير. عتباتُ السّاحة ناعمة باردة للأقدام المتعبة. عتباتُ السّاحة خزانة تأوّهات. لا أحد يتبع أحد. لا أحد يفكّ قبضته من يد أحد. الكلّ يميل على كتف نبي قديم. النبي الجديد يتدرّب على ربط حذائه، نزلوا من الزوارق، قمصانهم مفتوحة، أيديهم تحمل حقائب الدعوات ودموع الأهل. كانت رائحة اليود أقوى من عرق الأيام. الطائر الأزرق يقترب
أكثر من فم الغريق. ما الذي يسمعه؟ لماذا يخفق بجناحيه هكذا؟ صمت، ريح قوية. لا شيء.
الثور المهاجر
الثور
يتوجّع يركض
يتوجّع يركض
يتوجّع يركض
يتوجّع….
المهاجر
يعانق نفسه يتضائل
يعانق نفسه يتضائل
يعانق نفسه يتضائل
يعانق نفسه يتضائل
يعانق نفسه يتضائل
يعانق …..
الغريق
وجَده أحدُ أفراد الهلال الأحمر الليبي، ممدّدّا تحت شجر إيوكيلوبتس كبيرة.
يشبه الموت، في يده زهرة.
مَن يقطع السّاحة الآن، اللّيل أم المهاجر الأفريقي؟
السكارى أخذوا معهم الضحكات،
علّقوا حذاء المهاجر الرثّ على سلك الكهرباء.
جاء في الأخبار العاجلة:
لم يتم التعرّف على الغرقى
من نجا منهم منكمش على نفسه في الخيمة الكبيرة
أُعطي لكلّ واحد منهم رغيف خبز وزجاجة كوكا كولا
كان الجوّ مفعمًا بالفرح، حامضاً كالطّماطم المشلّح على سقوف البيوت
المرأة ذات الفستان الأصفر
ما دلّهم عليها إلا رنين قرطين تهزهما الريح.
هنا
هنا دخل المرفأ جائعاً خائفاً
هنا أمرَ المهربُ أن يُضرب صباح مساء
هنا عبرت سنواته العشرون خفيفة فارغة
هنا علّق نفسه من سقف الغرقة
هنا جسدٌ بلا اسم ولا تاريخ
هنا دخل المرفأ جائعاً خائفاً.
شاعر ومترجم ليبي، يقيم في النرويج
[email protected]