“قبّعات” قصيدة للشاعر السوري علاء الدين عبد المولى

علاء الدين عبد المولى المHall_Hannover-1_2016-01-14
علاء الدين عبد المولى

1
تحت قبّعة الأرملة، صوتُ آخـر زرّ سقطَ من قميصها
فوق شرشف الليلة الأخيرة.

2
تحت قبّـعة كاهنِ السلطة فجوةٌ يهرب منها يسوع واحد،
وتسمح بدخول أكثر من يهوذا.

3
تحتَ قبّعة فقيه السلطة، صندوق بُويـا مستعملة
لتلميع أحذية الطاغية…

4
تحتَ قبّعة الأنـثى “رادارٌ” بحجمِ حبّة القمح
كافٍ لكشفِ ما لم نفكّـرْ به بعدُ
ونحنُ نخفي نَهدَيْـها في الجانبِ المعتمِ من جبّانةِ تهذيبنا.

5
تحتَ قبّعةِ عازف الغيتارِ المتجوّل
مسرحٌ يكفي كلّ سيقانِ النّساء وهي تتحرّكُ كأشجارِ غابةٍ راقصة.

6
تحت قبّعةِ الجنرالِ جـحرٌ صغيرٌ يتّسعُ لكلّ أفاعي العالم.

7
تحتَ قبّعة المهـرّج مرآةٌ تعكسُ العالمَ كما هو…

8
تحت قبّعة “العاهرة” ألبومُ صورٍ لمقبرةِ مَـنِيّ جماعية،
وصورةُ واحدةٌ لعاشق لن يأتي.

9
تحتَ قبّـعة المكسيكيّ لا أحد يعرف ماذا يوجد

10
تحتَ قبّعة صانِـعِ القبّعاتِ رؤوس العالم كلّها
تنحني بين يديهِ…

11
تحت قُبّـعةِ الشاعرة مهبـطُ نجومٍ مجنّـحة ربما تسمّى فراشات

12
تحتَ قبّعة الصيّاد قفصٌ مفتوحٌ
تطيرُ منه جثث العصافير

13
تحت قبّعة الأعمى حـفرٌ كثيرةٌ نجا منها
وحفرةٌ واحدةٌ مجهولةٌ ما زال يبحثُ عنها لينبّهَ العابرينَ

14
تحتَ قبّعةِ حفّـار القبور سؤالٌ من آسٍ يابسٍ:
من الذي سيحفر قبره؟

15
تحت قبّعة المجنون مخطّـطٌ لتحويل مشفى المجانين
إلى ميدان لسباقِ الظلال منتصفَ النهار

16
تحتَ قبّعة “الحكيم” نجمةٌ سوداءُ
لا تكفّ عن الارتجاف.

17
تحت قبّعة البنتِ الكورديّة
قمرٌ مقطوفٌ من رأس الجبلِ ليلةَ النّـوروز …

18
تحت قبّعة الممثّل مرايا متجاورة تبحث عن وجهٍ واحدٍ ضائع…

19
تحت قبّعة النـحّات غبارُ معادن وأحجارٍ ما زال يرقصُ
على إيقاعات الإزميل…

20
تحت قبّعة مريضةِ السّرطان
رأسٌ أصلع يتزلّج عليهِ آخرُ أقمارِ الوجود
وهو يشيّـعُ خلايا الهذيان الأخيرة…

21
تحت قبّعة الجـلاّد حفرةٌ تَـصِـلُّ فيها الأفاعي
وهي تغذّي دماغه بالسمّ…

22
تحت قبّعةِ المترجم حفلُ تعارفٍ لا ينتهي
بين لغات العالم
23
تحت قبّعة “لينين”
هديرُ مصانع، خرائط يلتهم بعضها بعضاً،
وصقيعٌ كونيٌّ لم تـدفئهُ نارُ الثورة…

24
تحت قبّعة “همنغواي”،
أمواجٌ عجوزٌ ترقصُ، محاراتٌ تحيّرُ اللؤلؤَ، حيتانٌ تبتلعُ كلامه،
لم يتخلص من كل ذلك إلا بأن اطلق رصاصةً على رأسه.

25
تحت قبّعة “ماري أنطوانيت”
أضواءُ حفلاتٍ عارية، وأكياسُ ذهبٍ لخفافيش البلاط الملكيّ،
وحفرةٌ لجثث أطفال لم يأكلوا حتى البسكويت.

شاعر سوري يعيش في ألمانيا
[email protected]

SHARE