1

برنارد شو كان أحمق
قسّم العالم وفق لحيته وصلعته
كثافة في الإنتاج وسوء في التوزيع
خضّ يديه وذهب للعشاء
لم يدر أن ترامب الأرعن سيقسّم العالم كلّ ثانية
حسب مزاجه الإلهي
لم يدر أن جورج دبليو بوش دمّر بلدان
لأنه سمع صوت الربّ يناديه
لم يدر أن أوباما النّاعم نال نوبل للسلام
في سوق العالم …
2
لا أطيق الجوّ الحار لعدّة أسباب
النهود في القطار تلهث
ألفُ عينٍ في عيني تتلصّص
رجّة القطار ترجّني مع لمعان الأفخاذ
ثمّ ويا للعنة جاري ذو الكرش الخرافي
يُشعل ليلي ونهاري بالضحك العالي وشواء لحوم
ليست من هذا العالم
أتمنّى مخلصا لو استمع الربّ لدعائي
أن يجعل كلّ أيّام هولندا شتاء
3
لدندنةِ الصباحاتِ النيّئة، للهرُاءِ الطويل،
لطُوفان القلبِ الظاميء، لشموعِ التذكار
منارة
4
الغرفة التي على الشارع،
الغرفة التي صارت دكانا،
الغرفة التي عانقتَ فيها حبيبة،
الغرفة التي ضمّت حشودا من أصدقاء،
كنت تصغي ولا تملّ إلى دفق مصائر،
في أعلى الليل تسمع وتنطح رأسك بالحبّ،
تذهب في ساعات الفجر إلى صديق ..،
تمشيان عبر شارع عشرين إلى الكراج،
ساعات من شاي وسجائر ثم من بارٍ إلى بار،،
الغرفة التي على الشارعِ لا بابَ لها الآنْ
5
إلى (فاضل صادق)
أضلاع (في آخر خدمتها) *،
لفظتها الأمواج إلى ساحل،
في المشهد أيضا قطّة جائعة وصيّادون يغترفون من حياةٍ قرب جثّة ..
6
(لا غريبَ، لا صالحَ، لا ثمودَ) *
أيّها الجدُّ ،
في فتقِ الأرضِ نلتقي،
على صلعةِ سؤالٍ عملاق،
نتحرشفُ مثل كونٍ صغير،
نلهثُ صعوداً من دكّةٍ تتلولبُ
إلى دكّةٍ تتلولب، نتحلزنُ أيّها الجدُّ
على سلالمَ تلهثُ بنا،
هنا دار العدالة هنا في أعلى جدارٍ
أو قلعة فارغة
7
هل أبادرُ إلى حرق الذكرى
أم أنصتُ إلى هذا العواءِ المُذابِ في قلبي؟
أيني من نغراتِ الحزن
دغدغات الفرحِ المصلوب
على الأرائك
أينَ لي بكوّةٍ لأطلّ على آبائي الأوّلين
على عشتارَ، إنانا، جلجامش
تُرى ماذا صنعنا كي نغتسل بماءهم؟
..
الكلُّ يلثغُ
وما عدّتُ أعرفُ
هل أداري صمتيَ المهذارِهذا
أم ألتصقُ بالكرسيّ خلف هذا المكتب؟
لا أكتمكم سرّاً
لقد تعبت مؤخّرتي من التأمّل
*
صورة لزورق محطّم على ساحل، نشرها الصديق فاضل صادق على الفيس، مع تعليق
(في آخر خدمته).
*
(أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ) المتنبّي طبعا
أمستردام