
بعدد من الفَسَوَات المتلاحقة
يعبأ فاقد الأذنين
أوكسجين المقهى بغاز الميثان وبغازات أخرى
لاتخطر على بال أضخم كيميائي
يتفاعل الهواء مع النغمات المركزة للبيانو
وبرذاذ الحب المتطايرة
فتنتفخ الزبائن
هكذا كان حال العالم
بعدما أطلق فاقد الأذنين
العنان لنسماته الفاسدة
بنية صافية
أو هكذا كما جاء في لوسواغ…*
ينتفخ العازف أولا
ويرتفع
يتبعه الزبائن واحدا بعد الآخر
ملتصقين بالسقف
النادلة تشدّ خاصرتها
بصنبور الجِعَة
تتأرجح في فضاء المقهى
ملبية طلبات الزبائن الطائرة
غير عابئة بنهدها الذي يطفح زبدا
كلما تتدلى لتملئ كأسا
فاقد الأذنين
لم يكن إرهابيا معروفا
أو فَسَّاءً خطرا
فقط كان يمتلك جهازا هضميا يُحسد عليه
ودماغ مُختلس من بائع الأنتيكة في بلاس جو دوبال*
أو هكذا كما جاء في دموركن…*
لم تكن الموسيقى تعني له شيئا
جالس يراقب فاعليته بذهول
يحلم بدولة سماوية
فيها تتحد كل إمكانيات الفُسَاء
غير مُصدّق
أن بالإمكان تغيير العالم بنسمة فاسدة
يطلقها متى مايشاء
يبدو أن الواقع جدير بالخيانة
كهذا الخَيال الذي مضى بأربعة قوائم
بعد أن عبث بي وتصفحني مليا
ولم يجد غير البياض وغادرني
مثلما غادرني هذا الصيف
بعد أن ترك ندّبه على جسدي المشتعل بالغروب
على ساحل بحر الشمال…
لكم كنتَ فرحا باحتراقكَ !
أنتَ
والواقع
والخَيال
ولادة سعيدة دون أن تمسسكَ نغمة
– تمسكوا بالسقف أيها الزبائن
فاقد الأذنين يتقيأ الفرح
صرخت النادلة
قبل أن يُنثر رماد نهدها فوق شفتيّ
بلحظات
بلحظات كانت كافية لأن تكون قاتلة
13.08.2017
Café Kafka/Bruxelles
*لوسواغ: جريدة بلجيكية ناطقة باللغة الفرنسية.
*بلاس جو دو بال: ساحة في بروكسل.
*دموركن: جريدة بلجيكية ناطقة باللغة الهولندية.
عدنان عادل: شاعر عراقي مقيم في بروكسل.
[email protected]