
1
*
المطرُ دعوةٌ للنومِ
كما ودعوةٌ حميمةٌ للعرق،
لا أروعَ من العرق مع المطر،
دفءٌ خاص،
على زجاج النّافذة تتلوّى قطراتٌ
كأنّها ذكرياتٌ تسيل،،
يبدوأني أحفّزُ كلّ خلايا الكون لقنينة
*
لا أنام، كم حاولت، أُعلن هزيمتي،
سآتي بقنينةٍ أدثّر روحي بها وألعبُ على العالم،
ألعبُ على أوصياءٍ يصرخون ،
ألعبُ على سّادةٍ من كذب،
بأسلحةٍ بيضاء من لهاثي أعلنُ غضبي
أو أهذي ما طاب لي،
أمسكُ بأنف العالم وأقوده إلى بحيرة البط،
أشرب وأتحدّث بلغتي الأمّ وحدُها تضمّني، هناك
*
العرق لنهاية الأسبوع عادةً،
النبيذ لأيّام عاديّة،
كتاب في الحقيبة أقتنصُ لحظاتٍ له
وساعاتٍ أتلصّصُ فيها على خضّاتِ نهود،
كلّ خضّة قصيدة،،
العمل عبوديّة أفكّر وأنا واقف في القطار
2
منذ أسابيع أتساءل :
هل أعصرُ تفاحةَ رأسي وأتركها تسيل،
أم صامتا مؤدّبا دمثا أعصرُ روحي مثل ” شيف ركي” وأنثر بقاياها
في بازار العالم؟
3
معي ذخائرُ من شتائمَ قد تكفي أوجاع العالم، أباعدُها أحياناً كي أرتشفَ امتعاضي، أباعدُ رأسي عن أحداثٍ وهو ينبشُ فيها، أباعدُ أصابعي عن زفت الأرض، علّي أشمُّ هواءً نقيًا بعيدا عن رئة الربو، في الشارع أو في الغرفة، سيّان ترطمُكَ بغالُ الحزن
4
*
لقد عانقتُ الفرات،
الفراتُ النبيّ) 1)
قال: عدّت يا ولدي، هل غبتَ عنّي لحظة؟
أبي يا فرات، لم أغبْ عن سحابةٍ مرّت عليك
*
ستمشيكَ شوارع في ظهاري ملتهبة،
روحك تلهثُ تبحثُ عن آثار طفولة ضيّعتها فصولٌ من خراب
*
بيديّ المغمّستين بالطين أفركُ وجه العالم،
أغسلهُ بطفولةٍ تركضُ في ظلامِ شارعٍ يبحثُ عن “عظيم الّلاح” .. 2
5
رغبة هائلة لعشق امرأة، كل لحظة يمطرني وجهها، عيناها وشعرها وضحكة خفيّة تلمع على شفتيها تناديني، أسمع لهاثها الآن كما عود السنباطي في هذي الصلاة، أعشق أشجارا تمرّ لتحيّتها، عصافير تزورها كلّ صباح و تغنّي لها عن توقي، امرأة تدور معي في مجرّة الربّ هذه، قصيدة لا أستطيع الإقتراب منها، أخشى أن يتوقّف الهواء عن التنفّس، أخشى على قلبي أن يموت، أخشى على أشجار الجيران أن تعصف، أحبّك أقولها عبر هذي الخضّة، يا عود السنباطي اعزف لحنها، اعزف لحنها أرجوك
6
أتحسّس أيّامي كما لو أنّها قنبلة موقوتة) 3)
مثلك أتحسّس أيّامي
أربت على ظهرها
أناشدها أن تنام إن كانت مُتعبة
أناشدها أن تنهض معي لحلب جدران العالم
في ساعات أركض معها
أركض على هذا الكرسيّ و أزيح قنبلة موقوتة عن رأسي
7
لا تلعبْ مع الصغار) 4 )
ستضيّعُ طريقَ المكتبة
وفي الليالي حين تعود ، تخاصمُك الرفوف، تخاصمك أصابعك، تشرب سمّا وتدخّنُ أعمارا، تمرّ حيواتٌ على شاشةِ روحك، تخضّك، تحدّق فيك ولا تنسى أنك (لعبت مع صغار) ، تعتذر عن اعتذارك، كيف تسحب اعتذارا من صغار يرفسونَ بأقدامهم على أهداب حسّك؟
8
هذي “القصائد” لا تعنيني
لا تعنيني هذي الأكاذيب،
أنا ملك الأكاذيب وسيّد دروبها
من صناديق الجثث كنت أهدي وصايا لأرباب في آخرة المجرّة
وأراهم يضحكون، يومئون هل من مزيد،
.. في صناديقَ صغيرةٍ أبعثُ بهدايا تتقاطر دم
هل من مزيد،،
لا تعنيني أكاذيب
كمن يستمني نساءً .. في مزبلة
9
كلّ يوم هديّة، هذا القطّ العجوز لا يملّ
كلّ يوم أقذف بفأر ميّت وتومي ينظر بعتب
مرّة أدخل فأرا نشطا إلى الغرفة ووقف عند الباب مبتسما
تحيّرت ماذا أفعل
ساعات من مطاردة قبضت على الفأر باكيا
تومي عند الباب بأسنان تصرّ
رميت الفأر خلف الحائط وطار تومي خلفه
10
لستُ عضوا في اتحاد الأدباء ، *
لستُ عضوا في اتحاد الحقوقيين،
لستُ عضوا في اتحاد المصورين ،
لستُ عضوا في اتحاد الملاكمة،
لست عضوا في نقابة الفائزين،
لستُ عضوا في نادي الرماة المحترفين وغير المحترفين،
لستُ عضوا في بيت الحياة أحمل رأسي وأعضائي السليمة فقط
أما التي كفّت فأتركها في حراسة قطّي الهرم تومي
11
فقدٌ يفترشُ ساحاتٍ ومتضاحكونَ يتلولبون في خسّة.
12
سأحذف كثيرا من خطوات قبل الوصول إلى دكّة باب
13
تهتزّ لأن مصائرَ ترتعشُ في رأسك،
تعاتبُك كوابيس،
البارحة هربتَ منها، كانت قلوبٌ تلهثُ على الطاولة،
لم ينفعكَ القيءُ ، صدّقني ستهتزّ مرّاتٍ ومرّات
حتى وإن كنتَ في قبر
1 (حدّثنا فراتُها النبيّ) للشاعر كمال سبتي.
2 لعبة لعبناها صغارا وهي أن يرمي أحدنا بعظمة ثم نبحث عنها تحت جنح الظلام ..
3 للشاعر صادق سعدون، قرأت هذا السطر على الفيس وتفاعلت معه في ذات اللحظة.
4 من نصّ للشاعر سليمان جوني قرأته على الفيس أيضا قبل سنوات.
، يُسطرون “سي فيات” .. عضو في، عضو في، عضو في .. الخ الخ CV*
أمستردام، هولندا
[email protected]