
تمهل قليلا
سأشرب شاي المساء
وافتح نافذتي
كي أشم قليلا من الياسمين
وكي استعيد نشيد السلام
فيوم الخميس
لنا وقفة في سفوح الجبال
نحيي بها كل من رفرفت روحه
فداء لهذا الوطن
ولي طفلة في الفراش
تهاتفني كي احفظها درسها
ولي قبرات يؤثثن اعشاشهن
بذاك الفنن
ولي زوجة تمنت على الله
ان الصيام
يكون خفيفا علينا
وان نقضي العيد مع أهلنا
وان تنثر قمحها لذاك اليمام
تمهل ولا تخف وجهك عني
ولا تتحمس
لتفرغ كل رصاصك فيّ
فواحدة تبلغك ما تريد
وإياك ان تذكر الله جهرا
ولا حتى همسا
فأنت بعيد عن الله بُعد السما
عن ثراها
وبعد البلاد عمن بناها
وعمن حماها
وانت بعيد عن العابدين الذين
اذا زرتهم سلموا بغير سلامك
وان كلموا
رأيت الغمام ينقط حبا
وليس غماما
هكذا الذي يغشيك حقدا
ويزرع بين ضلوعك نكدا
تمهل لكي يعبر ذاك الخطاف
أخاف على تونس من ربيع
بغير خطاف
أخاف على وردة ان تنام
بغير الشغاف
أخاف على الياسمين هناك
ألست تراه
فكيف ستخرق ذاك الجدار
وكيف تلطخ باب مدرسة بالدمار
أليس يكفيك قلبي تخرقه
وترمي مسانا حديدا ونار
تمهل ولا ترتعش فلست أخافك
فأنت الجبان الذي ان صرخت
يخاف
وانت الذي قد قبضت
دموع البلاد
وانت الذي ساوموك
لتزرع شوك بقلب البلاد
وانت الذي قد زرعت الخراب
باسم الجهاد
وانت لفظت العيون التي أرضعتك
وأمطرت في مقلتيها السهاد
لك الآن ان تمطرني برصاصك
وإياك إياك ان تذكر الله
فأنت بعيد عن الله
بُعد السماعن ثراها
ولكنني ابن هذي البلاد
وفيها تنام ضلوعي
وفيها تصير رفاتي صنوبرة
للربيع
يعشش فيها الخطاف
ويشدو اليمام
ويهدي اهازيجه للسلام
فوزية العلوي