حدأة الطيور المتوحشة” قصيدة للشاعر العراقي محمد عادل”

محمد عادل

اثنان لا ينامان

ﷲ ومدينة نيويورك

واثنان لا يتعبان

دخاني وهاجسي

أمّاه ، يا مدينة من التعب والشوارع

أبحث عن طفولتي بين الرصاص

وأفتش عن نفسي بين عيون القتلى

نحن سمعنا بالكاد أن الطيور نافرة

وأشكالها تصبح عند الفجر

موحشة

تطير بجناحين من سيوف

وحدأتها تهز حجارة فحجارة فحجارة

عيونها حمراوين غاضبتين

تهرس في لحم العباد

أمّاه ما هذا الفجر الغريق في كوابيسه

يجيء رجل من أقصى المدينة

ليطرد الكوابيس من الواقع

ويدسّها دراهما للعنة

في حلمي .

هناك طريق وهناك معبر

وكلتا الحارستين تُرشي الفارس

بقبلة من طعنة

والفارس يرشي المروج ببضعة من نيران

من يطفئها لخيبتي

وفروة رأسي تتناثر في فن التساقط

بين سكاكين تمتد من بين آليات السقطة

وجداولها ومروجها وألاعيبها

أغلال من أغلال يا حُلمي

أغلال يا أمّاه

ماهذا الذي تراه عيني

عند الفجر يخرج رجل

بيده عكاز يضرب غيمة فتسّاقط منها أيامي

وآخرُ يرمي الجدران بالأحجار الكريمة

فتتهشم منها دوارق تحوي الكنوز

هناك جدار يسدّ دربي الذي أسير

ويطلق صرخة العودة في وجهي

أن أستدير وأطرق عائداً

أصلُ لكوخٍ من خطوات

أسكنه ، هنا تفوح روائح الغابرين

سيف لأحد البرابرة يغرسه في الأرض

منذ ذاك الزمان

تتسرب من جرح الأرض دخان تصير غيمة فوق رأسي

وتفتح باب من عُمق اللحظة

لا يفضي إلا لسر في قلاع العاصمة الشهيرة

نركب سويةً

أنا والغيمة فوق حصان بلا أقدام

نصفه بشر ونصفه حصان بجنحين

يطير بنا فوق مملكة من الفنانين السرياليين

يشتموننا

ثم أحدهم يرسمنا في لوحته السريالية

تهتز الغيمة

فترعد

وتمطر رماح تصيب رأسي

يرسم السرياليون هذا المشهد

يسعل أحدهم فتخرج من فمه طيور متوحشة

تمزق اللوحة فيتلاشى الحصان الذي نصفه بشر

وتنتهي الغيمة التي في رأسي

تأتي الطيور المتوحشة لي

تسألني

( نحن أيضا لا ننام )

فثلاثةٌ لا ينامون

ﷲ ونيويورك والطيور المتوحشة

202‪3.06.17

شاعر من العراق
[email protected]

SHARE