
النساء الأوروبيات
على الفراش الرقيق أتمدد بحزن
أدير وجهي نحو الحائط..
ابتسمُ،
ارسم اسمك بإصبعي على الجدار
وأغمض عينيّ مع صوت الانفجار البعيد..
أستطيع الآن النوم دون أن أحلم بشيء
دون أن انتظر شيئاً
أعلم أن الكثيرين رحلوا الى اوروبا
مثلكَ
رحلوا لأجل الذل والموت
لكن بعد سنين
حين سيسأل أطفالهم سبب قدومهم
سيقولون:
لإن أجساد الأوروبيات أكثر دفئاً من نسائنا،
نسائنا اللواتي متن وحيدات هناك.
في العنقِ
عرفنا دوماً أن في العنق شيئاً نخافه
ألّا نقرب حبلاً ملفوفاً،
سكيناً
أو قبضتين قاسيتين
نحن نعرف الموت إذاً!
ذلك الموت في الرقبة تماماً
في المكان الأكثر نبضاً
والأكثر دفئاً
هناك أيضا قبلة.
لهاث
تخيلتك اليوم في كيس الملاكمة
سددتُ لكماتي نحوك
تلك التي لم أمنحك إياها في وقتها
كان الكيس يتأرجح مبتعداً
ثم يعود بقوّة أكبر
لأسدد لكمة أخرى
فيعود ثانية كوحش جائع
خشيتُ فكرة عدم التوقف،
بقيت هكذا حتى شعرت بالإنهاك
أمسكته بيديّ،
أسندتُ رأسي عليه
بمفاصل أصابعي التي تشققت
وامتلأت دماً
وسمعت بوضوح
لهاثي يتسارع كحيوان مذعور!
5 أبريل (نيسان) 2017
شاعرة سورية
[email protected]