
– وصيتي الى مُغَسِّلَة الموتى
كمّمي جثتي بقوة
ضعي عليها الكثير من المسك
كي لا أستنشق أجسادكم الميتة حولي..
أوقفي مرافقة الملائكة لي
كي لا تسرق أوراق عمري كما حدث مع قصائدي
ولأُلعن كثيرا دون هزة من جناحها.
لا تغسلي شفتي رجاء
ثروتي تلك القُبل التي لم أكذب فيها أبدا
ولا تكبّري بإلهك حين ابتسم
لست سوى هازئة من عملية التطهير هذه.
فأنا أحب خطاياي كلها
إدفنوها معي
إنها سلوتي الوحيدة حين أُبعث غريبة
كما كنت دائما هنا.
أحب ركبتي العصيتين على التعديل
إتركوها هكذا
لا تضفروا شعري الطويل، أحبهُ هكذا أشعث، غاضبا(1)
لا أريد توديع البيت
الذي مت فيه عشرات المرات
لن أشتاق لأي ركن فيه
وفروا جهودكم
دعوا يومي الأخير بينكم يمر بسلام
ورددوا أسمي فأنا لم أعد جنازة بعد الان(2)
ارجوكم لا احب البياض المشاع
ليكن كفني أحمرَ (3)
لدي رزمة مناسبة من الخطوط الحمر التي تجاوزتها
ضموها جميعها الى صدري هم أطفالي الذين خلفوني كل يوم
,ومددوني على جنبي الأيسر أخيرا وأبدا وقريبا جدا من قلبي (4)
ملاحظة القصيدة محاكاة لثقافة الدفن عند المسلمين وخشيتي أن يدفنني أهلي على طريقتهم. لكن هذه فعلا وصيتي وأتمنى عند موتي أن تعطى أعضاء جسمي لمن يحتاج أن يعيش أكثر اذا كانت نافعة في ذلك. فقط قلبي أريده لي، أريد أن يدفن في خشوع .
1 في عرف المسلمين يضفرون الشعر الطويل للمرأة قبل الدفن
2 في عرف مناداة موتى المسلمين يفضلون مناداتهم بدون أسماءهم بل فقط بالجنازة
3 الكفن باللون الابيض عند المسلمين
4 العوائل المسلمة تدفن عادة موتاها على الجنب الايمن أو على الظهر
شاعرة عراقيه مقيمة في امريكا.