“امرأة في الشرفة تبقِّع القلب بالنوستالجيا” قصيدة للشاعر المصري سالم أبو شبانه

Salem Abu Shabana 9 kikah 2
سالم أبو شبانة Salem Abu Shabana

أرجوكِ، لا تدخليني بسرعة كرصاصة.
كفاية جدا.
هذا ما بقّع القلب بالنوستالجيا،
أو ربّما أصابعكِ لسعتْها نار الفرن
وأنتِ تقرئين “الحبّ في زمن الكوليرا”
ضحكتِ بعصبية؛
حتى ابتلّتْ سُرّتكِ بمائي
أظنّكِ المرأة التي تجلس عصرا
في البلكونة وحيدة،
تضع فُتات الخبز للعصافير؛
فتطلّ المعلقات الجاهلية،
i phone
وآى الذكر الحكيم
من شنطة يدها المكتنزة بالأسرار.
كنتُ أغتسلُ في الحوض
من غبار الماضي،
فاجأكِ الحيض؛ فضحكتِ
لأننا سنجرب أوقاتا عصبية
وعبور الميدان الفارغ إلا من رجال الأمن.
اشترينا الحفاضة،
عيش الفينو، أقراص المسكن،
وكتاب الصوفيون.
سألتكِ لماذا كتاب “الصوفيون”؟!
لأن الخيال في أصابعكَ مدوخٌ كمنطق الطير
وبوستكَ العميقة
جينٌ وراثيّ من غابة أمازونية،
أو مذاق شكولاتة سوداء مرّة.
أنا لا أؤمن بالمجاز،
ولا الغزل العذريّ المخنث،
أو حدائق التكنولوجيا البيضاء،
ولست أؤمن بكذبكِ المضبب
كشُباك زجاجيّ تحت المطر
اكتشفت روحي في عمق حوضكِ الضيق
وصرخات العابرين في ظلام خفيف.
أقع على ركبتي كلما تأوهتِ من الألم
لأنّ أمّي ماتت بالربو،
وشهوة السَمر في بيت الجدّ البعيد
أصنع من نهدكِ مظلة
وأقفز لقبرها تحت شجرة الكافور.
قد تكون الشامة أسفل ظهركِ
لها علاقة بالإشارات الإلهية
قد تكون سُرّتكِ القمحية
معجزة صغيرة في برد يناير العميق
لكنّ محطة المترو كانت منفى
والماكينة سلك شائك بين كفين.
صرختِ: تعالَ،
خذني من هذا النفق الأرضيّ
ومحبة عمتي الفائضة كطعام بارد.
بكيتِ من جحيم الصور،
والشهوة التي تضرب ترائبكِ
في الليل بعنف لذيذ ومباغت..
العاطفيّ لم يكن لطيفا،
ولا خشنا كما يجب هذه المرة
بوسامة بدويّة أفسد اللعبة المعقدة.
بقصص في مدينة بحريّة شوهتها الحرب
صنع تمثالا من الطين،
نفخ فيه من روحه فإذا هو حيّ يسعى
صار يبكي،
ويضحك بهستيريا؛
حتى سقط على عتبة البيت ميتا،
والحروف تسيل من أصابعه الدافئة.

 

 

العريش
[email protected]

SHARE