
غداً
أثناء جولتها في حديقة جبل الفنون،
سأدعوها أن تحطّ قربي على المصطبة
بجوار المكتبة الملكية،
نقتات معاً
على فتات قطع الشوكولاتة والكلمات
والبسكويت المهشّم في جيبي.
*
سنتبادل الخَجَلَ لحظة،
قد أتناول الرواية المفتوحة على الصفحة المنتقاة،
وأقرأ لها الحوار الذي امضيتُ أياماً في تأمله:
” هل أنت متأكد ياسيدي من أنها كومالا ؟”
” متأكد ياسيدي “
” ولِمَ تبدو كئيبة ؟ “
” إنه الزمن ياسيدي”*
ثم أضيف من عندي بقليل من التباهي:
” وهل ما زالت هناك أفواه تروي في الظلمة حكايات عن النور والنار؟ “
” مازالت ياسيدي “.
*
وحين تكفّ نظراتنا عن الفرار،
ستخبرني أي نوع من الأموات هي،
وسأخبرها بدوري عمن لا أكون،
لكنها ستكتشف جناحيَّ المطويتين
تحت معطفي،
وبرغبة طفولية تكشف لي عن جناحيها،
ولأننا في بروكسل سنطير معاً.
تتبعنا،
فارّةً بكآبتها
كاشفةً لنا عن أجنحتها المطوية تحت كآبة الزمان،
سماء تلك البلاد البعيدة.
*
وفي الغد
لَم تأتِ،
لَم أكن أنتظر في حديقة جبل الفنون،
لَم تكن الكلمات في جيبي
تقتات وحيدة على البسكويت المهشّم،
وقطع الشوكولاتة لَم تذب.
*
بفعل الزمن،
كان الحوار قد انمحى من الرواية والحديقة معاً.
ولَم أكن استمعُ إلى طائر الميرل
الذي كان يحاول أن يريني بمنقاره البرتقالي
قصاصة تحمل هذه الكلمات:
” …………..
……………..
………………… “
* من رواية ” بيدرو بارامو”، خوان رولفو (1917-1986).
22.05.2017
بروكسل
عدنان عادل: شاعر وكاتب من مواليد كركوك-عراق، مقيم حاليا في بلجيكا.