ابتسامة بخَـــدٍّ ناقِـــص قصيدة للشاعر المغربي أسعد البازي

As’ad al-Bazi

في غُرفةِ نوْمي
كُلما ارْتمَى في حُضني نومي
أتكئُ على وسَادةٍ مليئةٍ بألغامِ الليلِ
وأبْتَسِمُ للعَالمِ بِخدٍّ ناقِص
أرمِّمُ في السَّقفِ
أطرافا دمَّرتُهاَ من شدَّةِ التَّحديقِ في الحَوائطِ
أسْتدْرجُ الفَراغَ القاتِمَ إلى جِنانٍ كثيفة بالغاباتِ
وأشَذبُ الحدَائقَ المُعلقة عَلى الجُدْرَان
عَلى رُخامِ الغُرفةِ
أمسِّدُ فَرْوَ القِطط الخائفه مِنَ أرجُلِ المارّة
أكسِّرُ الفزاعَاتِ الجَائعةَ في حُقولِ السَّنابل
وَدُونَ أنْ أحِسَّ أنني اقترفتُ جَريمة نكْراءَ
أرْمِيها في سَعيرِ الفُرْنِ الكهْربائي
أردُّ للعَصَافيرِ أجنحَتها المفضَّله
وللأغصَانِ أعشاشها الدَّافئة
وللأعْشَاشِ ريشهَا الناعمَ
بِسَخاءٍ مِنَ الحُنُوِّ
أحْيي جَوقة إفريقية لِحيَواناتٍ أليفة
طالهَا نِسْيانُ الجِيرانِ
أمْنعُ الذئابَ أنْ تجُرَّ حُطام َالمعركةِ وراءَها
وأجْعلُ الأرانِبَ تتُوقُ إلى النطِّ مِنْ جَديدْ
أحاولُ قدْرَ المُساواةِ
أنْ أدُسُّ حَياةَ راقيةَ في عُرُوقِ البَراعِمِ
أوْشكتْ على السُّقوطِ مِنَ الشرفه
لمْ أعُدْ راغباً في المَوتِ
لأنني مَازلتُ أصَففُ شَعْرَ مَنْ أهْوى مِنَ المَخلوقاتِ
وأطيرُ …
إلى سمَاءٍ كيْ أسْتريحَ على غيمَةٍ
أو عَلى سَحابةَ صَيفٍ
كيْ يُصيبَني ذُعرُ الرَّعدِ….
وأنا أسْــقطُ منَ الأعلى
و بلهفةٍ فائِقـه
تلتقطنِي أحْلامُ اليقظه
مازلتُ أحَدِّقُ في السَّقفِ
كأنْ أعبُر الى مَكانٍ آخرَ دُونَ مُضايقاتٍ مِن أحدٍ
وأحَلقَ صوْبَ أمْكنةٍ أحْسبُها لي
وأحْرصَ أنْ لا أدُوسَ على ظهْرِ نمله
كُنتُ أظنُّ نفسي
أنِّي رمَّمْتُ مَا تناثرَعليَّ
مِنْ سَقفِ بيْتي….
وقدِ ابتسمْتُ في وجْه العَالم
بـِوجْهٍ مُكتمِل .

[email protected]

SHARE