فوات السنين
الحيوان المتغيّر الذي هو أنا
يحتفل بميلاده اليوم
ويتعرّف على وجاره
للمرة الرابعة والعشرين
**
فوق قضبان العالم
تترعرع الوحشيةُ وتكبر
كما لو هِرٌّ في بيت
ينطّ عالياً فوق عروسه الشبقة
**
أحيانا أتأمل الحيوان كيف يخمشُ بحماقةٍ
وشراسةٍ
بين رتقِ الشِباك
بحثا عن السنوات التي
صاغتني كما أنا: كائنٌ حيواني
متغيّرٌ اليوم ثمّ طفلٌ
يتلاقح ثم يوغل
في الحريق. في وجاري
أحتفل بفَواتِ سنيني: فراشةٌ،
دمٌ وظلمة.
مرحبا
صباحٌ ما كبيتك الفارغ دوما
أناسٌ تعدّ، واحدا واحدا
تدخل الأيام في القفص
**
أناسٌ ترى، أنا أرى، أنت ترى،
ترى الحيوانات الخافية في المرايا
هكذا سوف تمكث تحت الجلود البشرية
**
السكين يصدأ، الدم يتخثّر
الحجارة تنضح والحليب قديم
**
أناس تردد، أنت تردد
بصوتٍ أعمى بإيماءة متحجرة
مرحبا
مرحبا أيها الأحبة الصغار.
المغني
حرٌّ هو المغني، لا
ولكنه عجلٌ ومترفّعٌ يبتر النهايات كما لو يقطعُ لحية.
**
حرٌّ هو المغني، لا، لأنّ طنينه المخردَق
والخشبَ المتسوّسِ الناطقِ يرتجع في فمه،
ولهاة حلقه ولسانه.
مطلق العنان داخل غلاف جسده، هذا البيت،
لا يطلق المغني تحياته كطائر الوقواق ولا كصياد العصافير
ولا كالحرس الماكر في الأراضي الخفيضة.
غناء المغني هو المغني.
ملك المطر
قال ملك المطر (وكانت أذناي خاشعتان):
«أمتلك المرأة من هنا: إست شبقي
برعمة ثدي وعنبُ ثعلبٍ ذي سُرّة،
هناك لا أحد بقادر على المقاومة.”
وعندها استحالت
إمبراطورية ما تحت الجلد البشري إلى شظايا.
**
هل كان برج الحَمَلِ هذا يحكم باندفاع ونشوة؟
لا تسأل. لا تستمع.
لقد تدافعتْ حكاية أسنانه،
بشكل قسريّ، في كل النساء
مبكّراً، كمطر صيفي، كربيع من نحاس،
أسفلاً داخل أفخاذهنّ
شوكة مدفونة.
**
أمطرت سبعين يوما – كانت المساءات أمواجا
وملحا. هوتْ غربانٌ مقطوعة الرؤوس.
في كل سطحٍ انفتقتْ حدقةٌ لحلمةٍ ما.
ومنذ ذلك الحين يعيش فيّ،
في هيكلي العظمي المُستأصَل،
ملكٌ مطري يوقظ ألسنة اللهيب.
ترجمة عن الندرلاندية: حازم كمال الدين
هوغو كلاوس شاعر بلجيكا وهولندا الأكبر، أكبر شعراء اللغة النَيْدِرلاندية (ويطلق عليها بالعربية: اللغة الهولندية). مواليد مدينة بروج البلجيكية في الخامس من أبريل 1929 غادر الحياة في مدينة أنتوربن يوم 19 مارس 2008 بناءً على طلب منه Euthanasia وذلك لإصابته بمرض Alzheimer. كان شاعرا، وكاتبا، وفنانا تشكيليا وسينمائيا. في مسيرته الفنية الطويلة كتب كلاوس آلاف القصائد، وعشرات المسرحيات، وأزيد من 20 رواية أهمها رائعته (أشجان بلجيكا) التي نشرت عام 1983.
عام 1957 حمل كلاوس وسام الفرسان ليوبولد الثاني Orde van Leopold II، وحمل وسام فارس العرش Kroonorde عام 1971. عام 1986 حصل على جائزة الأراضي الخفيضة للآداب، وهي أكبر جائزة تمنح لكاتب نَيْدِرلاندي. هذا وقد كان كلاوس مرشّحا لسنين عديدة لجائزة نوبل للآداب.
في استقصاء أجرته المجلة البلجيكية الأولى Knack ومنظمة تطوير الكتاب الفلاماني اعتُبرتْ رواية (أشجان بلجيكا) كاتب القرن العشرين في اللغة النَيْدِرلاندية.
حازم كمال الدين، مسرحي وكاتب عراقي، بلجيكا
[email protected]