أخطاء مطبعية

أينما يُقال : ثلج .
أقرأُ آثاراً لأسنان عذراء .
أينما يُقال : سكين .
أقرأُ أنك قد مَررْتَ في عظامي مثل صفارة شرطة .
أينما يُقال : طاولة .
أقرأُ حصانًا .
أينما يُقال : حصان .
أقرأُ سرباً من مهاجرين .
التفاحُ سيبقى تفاحاً ،
وكلّ مرّة يظهرُ في قبعةٍ
توقع أن نيوتن
يقرأ العهد القديم .
أمحو كلّ نقاط النهاية ..
هي ندب صنعتها الكلمات .
لم أستطع القول : ضع أصبعاً على شروق الشمس
لأنك إنْ لم تفعل سيصيبك العمى .
تلك النملة الملعونة مازالت نشطة .
هل سيكون ثمة وقت لوضع قائمة بكل الأخطاء ،
واستبدال الأسلحة اليدوية المختومة بشعار البومة ؟
ومن بعد كل ذلك ، السجائر ، البرك ، والغابات ..
ومن ثَمَّ الوصولُ إلى زجاجة البيرة تلك .
هذا هو خطأي الأعظم .
الكلمة التي سمحتُ بكتابِتها ،
بينما كان عليّ أن أصرخ باسمها .
إلى من في الأعلى
رئيس كل الرؤساء في العالم ،
السيد ” أنا الذي أعرفُ كل شيء ” التاجرُ ، المقامرُ ، ماسكُ الأسلاك ،
وكلّ ما أنت جيد فيه ،
إستمرْ ، إخلط أصفارك الليلة ،
إغمسْ ذيول المذنبات بالحبر ..
أشبكْ الليل بضوء النجوم ،
والأفضل لك أن تقرأ الطالع في بقايا القهوة .
قلّبْ صفحات مجلة للفلاحين ،
لكن لا ، إنتظر . أنت تحب أن تسترقَ السمع ،
وتُلمّعَ سكونك ذائع الصيت ،
وأنت جالسٌ خلف مكتبك الكبير مع لا شيء في سلّة الوارد ،
ولا شيء في سلة الصادر ..
وكلّ الخلود يحيطك من جميع الجهات .
ألا تشعر بالاضطراب
وأنت تسمع توسلاتهم عند ركبتيك ،
ويقبلون أقدامك ويحبونك ،
كما لو أنك دمية منفوخة بالحجم الحقيقي ؟
قل لهم أن يتدثروا ، ويذهبوا الى الفراش .
توقف عن التظاهر بأنك مشغول جدًا .
يداك فارغتان ، وكذلك عيناك .
وليس ثمة شيء تضع توقيعك عليه ،
حتى لو حزرت اسمك الحقيقي ،
أو صدقت الأسماء التي أخترعُها أنا ،
بينما أشخبط هذه الملاحظة لك في الظلام .
أوآخر أيلول
شاحنةُ البريد تسيرُ بمحاذاةِ الساحل ،
وهي تحمل رسالة واحدة .
وعند نهاية رصيف بحريّ طويل ،
النوارس الضجرة – بين حين وآخر – ترفعُ ساقاً
وتنسى أن تنزلها .
هنالك تهديدٌ ما في الهواء ،
ومَآسي يتم تصنيعها .
ليلة البارحة ،
تخيلتَ أنكَ سمعتَ صوت التلفاز ، في البيت المجاور .
كُنْتَ متأكدًا من رعبٍ ما في الأخبار
لذلك خرجتَ للتنزه حافي القدمين ،
ومرتدياً سروالاً قصيرًا فقط .
كان البحر هائجاً بعد عدة حيوات ،
متظاهرًا بأنه مسرعٌ في اتجاهٍ ما ،
وهو يعرف أنه لن يصل الى أي مكان .
هذا الصباح يبدو أنه الأحد ،
السماء قامت بدورها :
بأن لا تترك أي ظلال على طول ممر المشاة ،
أو على صفّ الأكواخ الفارغة ،
التي تتوسطهنّ كنيسة صغيرة ،
مع دزينة من شواهد قبور محتشدة قريباً منها ،
كأنها أيضاً شعرتْ بالرعشة .
فندق الأرق
أحببتُ فجوتي الصغيرة
نافذتها التي تطل على حائطٍ حجري ،
كانت هناك بيانو في الغرفة المجاورة .
في مساءات قليلة من كلّ شهر ،
يأتي رجلٌ أعرج
ليعزف أغنية ” سمائي الزرقاء ” .
على الرغم من هذا ، كانت المساءات هادئة غالباً ،
كلّ غرفة لها عنكبوتها بمعطف ثقيل ،
يصطاد الذبابة بشبكة من دخان السجائر وأحلام اليقظة .
العتمة شديدة ،
ولا أستطيع رؤية وجهي في مرآة الحلاقة .
في الخامسة صباحاً ،
صوت أقدام عارية تصعد السلالم .
العرافة الغجرية ، دكانها في الزاوية ،
ستتبول بعد ليلة من الحب .
لمرّة أيضا، صوت طفل ينتحب ،
كان قريباً جدًا ، تخيلتُ للحظةٍ ، أنني أنا الذي ينتحب .
تشالز سسيميك : من أشهر الشعراء الأحياء في امريكا وحاصل على جائزة بوليتزر عن فئة الشعر ، ولد في صربيا ( 1938 ) وهاجر الى امريكا في ( 1953 ) له الكثير من المجاميع الشعرية واشهر اعماله هو ( العالم لا ينتهي: قصائد نثر)
أكاديمية ومترجمة عراقية، بغداد
[email protected]