
ما بعد ظهيرة
تمطر كنويرات زهرة.
تحت ثقل هائل، تنزل الحشرات في ظِلّ شجرة.
تتجمّع عند العمود، تجرُّ وراءها نسيمًا رهيفًا-
الأصوات قتلتها الشمس، قتلتها الأمواج.
عليها يضعُ هيكلي العظمي أزهارا بيضاء.
الأسماك صاعدة الجرف تغمرها الأفكار.
أغنية سوداء
على السجّادة أزهر ّكلّ شيء
في هدوء وببطء
حماران يجرّان عربة.
في الشارع إذ تحترق نويرات الزهرة
يُصبغُ ريشُ الحرير بحبوب الطلع.
تتلاصق أصابع القدمين بجوار بعضها
كأنّها قوس قزح أبيض.
ملاك البحر
المهد يرنّ عاليًا.
إلى الأعلى يقذف الرشّاشُ ماءه،
كما يُنتفُ الريش.
أنتظر عودة النائمين من نومهم.
تحدّد الموسيقى الساعة البهيّة.
أحاول الاحتجاج، رافعة صوتي-
من الخلف تأتي الأمواج وتمحوه.
لقد تُركت وحيدةً في البحر.
الفرس الزرقاء
اندفعت الفرس هائجة وهي تنزل الجبل،
ثمّ جُنّتْ.
منذ ذالك اليوم، كان طعامها أزرق.
الصيف يصبغُ بالأزرق عيون النساء وياقات القمصان،
ثم يدوّم فرحاً في ساحة المدينة.
الزبائن في الشرفة دخّنوا الكثير من السجائر
حتّى أن السماء الصغيرة نقشت حلقات في شعور السيدات.
على الذكريات الحزينة أن تُلقى بعيدًا
كما المناديل.
فقط، ليتني استطيع نسيان الحب والندم وترخيص الأحذية الجلدية.
لقد نجوت من القفز من الطابق الثاني.
يرتفع البحر إلى أعالي السموات.