آثار أظافر في الرقبة، قصيدة للشاعر أحمد هلالي

أحمد هلالي

ربما ضيعنا خيط النجاة
في المنعرجات الخطيرة للعمر
وبين أحراش اللحظات
وهي تحقن وجودنا الخطأ بالمزيد من التآويل والأوهام
الوقت أكثر وطئا علينا يا بستاني “أزهار الشر”
مهما ثملنا وانتشينا، آثار أظافرِه عميقة في الرقبة
قبضته عنيفة حين يهز جذورك في الأمسيات السوداء،
ربما يحمينا الشعر بعض الوقت من لهيب غضبه
ربما … يا لقوة الأوهام وعبقريتها تجعلنا نثِقُ في بريق السكاكين وهي تشتهي أعناقنا.

هل يعود العشب الأخضر
ليطاول جدران القلب من جديد؟
بالأمس عثرت على صباح مشمس
لكني لم أهتد لطريقة مثلى لاستعماله
فأخرجت ذكرياتي
وانتكاساتي
وخساراتي
وآلامي الكثيرة
فرشتها أمامي مثل قمصان بذكريات قريبة من القلب
أتلمس بعضها
وأشتم من بعضها الآخر رائحة أزمنة مضت
أسويها أحاول أن أخلصها من غبار النسيان
وأمسح عنها آثار الدم
مثل جثث خلَّفتها على عجل معركة الحياة.

العيد جاء فجأة
مثلما يأتي كل عام من غير أن يمحو
ذكرياته السيئة
جاء يختال في ألوانه الزائفة
ليقنعني بالفرح
مدَّ لي قميصا ناصعَ البياض
تجلَّى فيه وجه أبي بكل التفاصيل الممكنة
وغنى لي من أسراره الخبيئة
أجمل الألحان
كان سطرُها الناتئ أنينه
في أيامه الأخيرة
أنا رجل لا يحب الأعياد
وإن جاءت فجأة
أربكت تفاصيل يومي
فأبدو مثل خائن
عاجلته الحياة قرير العين
في حضن الحزن
مبعثر الأزرار
مرتبك الكلمات
بوجه مبهم رسْمُه
شاحبٌ لونُه
تحفه أعشاب الحزن من كل حلم.

المدينة بدت اليوم كئيبةً
رغم عودة السياح إلى شوارعها ودروبها الضيقة
يشربون شمسها
وزرقتها مثل جياع.

24.03.2023

شاعر من المغرب

[email protected]

SHARE